CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

تنويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أحداث هذه القصة مستوحاة من واقع كليات الطب في مصر وليست من الخيال وان كانت الشخصيات غير حقيقية وانما هي تعبر عن الواقع بكل ما فيه من جيد أو سيء

Monday, April 28, 2008

يوم الامتحان ..حتماً ستُهان!!

اعتقاد خاطيء
طلبة الطب جميعهم ملائكة تمشي علي الأرض

-9-

قضي ممتاز فترة لا بأس بها في محاولة لتجميع ما فاته من مادة التشريح. وبالطبع واجهته صعوبات كثيرة استطاع التغلب عليها جميعا بصبره وارادته واجتهاده المعهود.
وفي خلال الفترة السابقة كانت علاقته بمرتضي صديقه لا تزيد عن تبادل منفعي حتي انها كادت تصل في النهاية لنوع من الاستغلال المادي, فقد انقطعت عنه زيارات مرتضي وحتي مكالماته الهاتفية بعدما اقترض الهيكل العظمي من ممتاز للاستذكار عليه. ولما بدأ يشعر ممتاز بذلك قرر تأجيل التفكير في هذا الموضوع لحين الانتهاء من فترة امتحاناته.

وجاءت ليلة الامتحان التي قضاها ممتاز مستيقظاً طوال الليل يسترجع المعلومات التي ذاكرها , واكتشف ليلتها انه لم يُلم بالمنهج كاملاً وانما هناك بعض الاجزاء التي لم يستذكرها فانهارت اعصابه وهو الذي كان يدخل اي امتحان بعد مراجعه للمنهج لا تقل عن ثلاثة او خمسة مرات!!

استيقظت امه من النوم لتطمئن عليه في سهره فوجدته في حالة يُرثي لها..
ممتاز.. أنت بتعيط, فيه ايه يا حبيبي مالك؟
مفيش يا ماما , اتخنقت بس
أنا أول مرة اشوفك بتعيط من أيام ما كنت صغير يا ممتاز , ايه اللي حصلك بس
أنا ضايع يا ماما , الامتحان بكرة وما لحقتش اخلص
في داهية الدراسة اللي تعمل فيك كدة يا بني , كل ده وما خلصتش , دانت حابس نفسك ليل نهار في اودتك علشان تذاكر , دانا بشوفك داخل الحمام والكتاب في ايدك وبتقولي ما خلصتش , لا حول ولا قوة الا بالله , دانت بقيت ماشي تكلم نفسك وماحدش عارف يكلمك ولا يشوفك, انت عملت اللي عليك كدة , اتكل علي الله يا بني وقوم نام علشان تعرف تركز بكرة وان شاء الله ربنا مش هيضيع تعبك
انام ازاي يا ماما دانا كل ما اغمض عينية اشوف قدامي المنهج كله واللي باقيلي واللي خلصته
انا فاشل فاشل
فاشل ايه بس مش انت اللي تقول كدة أبدا, انت اتحسدت ولا ايه , قوم اتوضي وصلي كدة علشان ربنا يهديك
قام ممتاز وتوضأ وصلي واخذ يدعي الله من كل قلبه ان يوفقه ويهديه فهدات نفسه قليلاُ , وعاد وامسك بالكتاب واخذ يقرأ ويقرأ ويقرأ... حتي راحت عيناه في النوم والكتاب علي صدره.
******

في الصباح الباكر استيقظ ممتاز قلقاً بعد سلسلة الكوابيس التي تلاحقت عليه في الساعات القليلة التي نامها فارتدي ملابسه واستعد للنزول من منزله وفوجيء بمرتضي صديقه ينتظره خارج الباب.

مرتضي!! خير عايز حاجة ولا ايه؟
طيب قول صباح الخير الاول
صباح الخير يا سيدي
صباح النور , مالك كدة بتقولها من غير نفس
اصلي ما نمتش من امبارح وما خلصتش حاجات كتير
ولا يهمك منا قلتلك الامتحان دا مافيهوش حاجة ودرجاته قليلة , انت مالك كدة متنشن
وانت خلصت؟
انا!! اه .. لأ .. يعني فيه حاجات بردو ما لحقتش اخلصها بس عادي يعني هاعمل ايه
ولا حاجة , ربنا يستر انا مش متفائل
لا لا خليك متفائل كدة وما تقلقش كل خير ان شاء الله

دخل ممتاز ومرتضي المدرج , ففوجيء ممتاز بمرتضي يجلس في أبعد كرسي عنه متمنياً له حظاً سعيداً في الامتحان , فجلس ممتاز مكانه متعجباً من تصرف مرتضي وأخذ يردد بعض الأدعية محاولاً تدفئة يديه التي كانت باردة كالثلج من شدة قلقه.

جاءت اللحظة الحاسمة , وتسلم ممتاز ورقة الأسئلة , وبدأ في قرائتها. وقد تفاجأ عندما رأي 10 أسئلة اختياري فقط بالورقة , و10 خانات مخصصة للاجابات المختارة, وتفاجأ أكثر عندما قرأ ان الامتحان من 10 درجات أي ان كل سؤال بدرجة واحدة فقط , وتفاجأ أكثر وأكثر عندما رأي أن الوقت المخصص للامتحان هو 10 دقائق فقط أي انه سيقرأ كل سؤال ويفكر في اجابته ويختار الاجابة في دقيقة واحدة فقط!!
****
بدأ ممتاز في قراءة سريعة خاطفة لورقة الأسئلة بعد تلقيه صدمة ال 10 دقائق!! فكان أول سؤال من ما ذاكره وكذلك الثاني والثالث والرابع والخامس حتي السؤال العاشر , ففرح فرحة شديدة وحمد الله ان الامتحان لم يأتي من الجزء الذي لم يذاكره وامسك بقلمه ليبدأ في حل الأسئلة.

عندما قرأ ممتاز السؤال الأول بتمعن وكذلك الأربعة اختيارات المتاحة امامه شعر بأن أحدهم ألقي بحجر ثقيل علي رأسه , فكانت كل الاجابات تشبه بعضها وكلها من المحتمل أن تكون هي الاجابة الصحيحة علي الرغم من انه ذاكر هذا الجزء جيدا الا انه لم يستطع التوصل الي حل قاطع..
ولما يأس من السؤال الاول قال في نفسه "مش مشكلة نشوف اللي بعده"
انتقل ممتاز الي السؤال الثاني وكله أمل فيه, وللمفاجأة فقد حدث معه كالسؤال السابق فبدأ العرق يتصبب من جبين ممتاز علي الورقة وبدأت يداه تهتزان قليلا من الارتباك, فلما شعر بذلك انتقل للسؤال الثالث محاولاً التقاط أي خيط من الامل..
****
وهكذا قضي ممتاز اكثر من ثلثي الوقت تائها بين الأسئلة العشرة واختياراتها العشرة ولسان حاله يقول "اروح فين وأجي منين!!"
واستحضر ممتاز وقتها مشهد عادل امام في أحد الأفلام وهو محاط بمجموعة من البلطجية تتلقفه صفعاتهم فيما بينهم , وشعر وقتها بانه كمواطن مطحون ذهب لاحد المصالح الحكومية لامضاء بعض الورق فتناقله الموظفين فيما بينهم..
****
لم ينقذه من حالة التوهان سوي همهمات الطلبة من حوله "1-ج , 2-ب و 3-أ ....
مسح المدرج بنظرة متاملة ورأي الطلبة وكل منهم محاولاً انقاذ نفسه فشعر ممتاز ببعض الراحة انه ليس الوحيد التائه في ورقة الأسئلة وفي نفس الوقت كان مصدوماً مما يحدث فلم يتخيل أبداً أن طلبة الطب وأطباء المستقبل يسمحون بالغش في امتحاناتهم!!

فجأة أعلن المراقب عن انتهاء الوقت , فأسرع ممتاز في ارتباك وأخذ يُعلم بقلمه في الورقة علي الاختيارات متبعاً مبدأ "حادي بادي كرنب زبادي"
حتي وصل اليه المراقب وكاد يسحب ورقته فاستسمحه ممتاز في بضع ثواني يستكمل فيها اختياراته , وبعد شد وجذب استطاع ممتاز انهاء الفراغات أمام كل سؤال بعلامة لم يكن يدري ان كانت صحيحة أم لا****
جلس ممتاز في مكانه ولم يتحرك , وأخذت تجمعات الطلبة تنفض من حوله , حتي اصبح وحيداً بالمدرج يحوطه الصمت, واضعا يديه علي رأسه وهو يفكر في كل ما حدث معلناً -بينه وبين نفسه- الحرب علي كل ما يحمل رقم 10.
______
تُري ماذا يفعل كيوبيد في كلية الطب؟ وما المقصود بكيوبيد؟ وهل سينجح في مهمته؟ وما هي طبيعة تلك المهمة؟ و ما علاقة ممتاز بكل ذلك؟؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة ان شاء الله

Friday, April 18, 2008

مُجبر ممتاز لا بطل

قاعدة-2-
في البداية تنسي نفسك امام الكتاب بالساعات , ثم تنسي نفسك بعد ذلك باقي العمر
-8-
بعد أن استطاع مرتضي أن يقنع صديق عمره ممتاز بضرورة التعامل مع الهيكل العظمي وخاصة ان امتحان التشريح علي وشك , استطاع ممتاز في فترة ليست بالقصيرة ان يتعود علي وجود الهيكل العظمي في غرفته واستذكار دروسه عليه واستطاع قهر خوفه وقلقه فلم تعد تراوده الكوابيس مرة اخري , ولم يكن ذلك بالشيء السهل عليه ولكنه بعد صراع داخلي عنيف مع نفسه.
اما مرتضي فبعد ان استرد ممتاز منه الهيكل اصبح يزوره هو كل فترة ليستذكر عنده دروسه علي الهيكل فلم يكن قد اشتري واحدا بعد.ومن هنا تغيرت نظرة ممتاز للكلية وللمذاكرة , فاصابه نشاط غير عادي ورغبة في تجاوز ايامه الصعبة التي مضت والعودة بقوة لتعويض ما فاته و لتفوقه ونجاحاته.
****************

بعد صلاة الجمعة , رجع ممتاز وطلب من والدته اعداد كوبا من الشاي و دخل غرفته واغلق بابه عليه منبها علي والدته عدم ازعاجه اثناء مذاكراته.
عندما انتهت الام من اعداد الغداء جلست في انتظار ان يخرج ممتاز من غرفته فالساعة قد قاربت علي الخامسة ولم يتناولوا غداءهم بعد ولكن لم يفتح باب الغرفة ابدا. دخلت الام لتستريح بغرفتها منتظرة ان يتم الافراج عن ممتاز.. وفي تمام السابعه ايقظها والد ممتاز من نومها

يا ام ممتاز اصحي كفاية نوم , هو احنا مش هنتغدي ولا ايه انا عصافير بطني بتهوهو
هي الساعة كام يا حاج
الساعة سابعة وانتوا نايمين , داحنا لو كنا صايمين كنا فطرنا من ساعتين
ياااااااه هو ممتاز لسة ما خرجش ولا ايه
لا ممتاز قافل علي نفسه من ساعتها
يا لهوي , ليكون الواد جراله حاجة وهو قاعد جوة مع العظم اللي جايبهولي ده, روح يا حاج خبط عليه انا قلبي مش مطمن

واسرع والد ممتاز الي الباب وطرقه بعنف وبسرعة مناديا ابنه
ممتاز ممتاز افتح يا ممتاز يا ابني , ممتاز انا ابوك يا ابني افتح

فتح ممتاز الباب متعجبا من تعبيرات ونظرات ابيه والعرق المتصبب علي جبينه
فيه ايه يا بابا خضتني
الحمدلله انت اللي خضيتنا يا ابني , انت في الاودة من الساعة 2 ودلوقتي الساعة 7 احنا ما اتغديناش مستنيينك علشان نتغدي سوا
ياااه سابعة , انا ما حسيتش بالوقت , معلش اصلي كنت عايز اخلص الصفحة اللي في ايدي وبعدين اخرج , دقيقة وهاحصلك علشان نتغدي
انت بقالك 5 ساعات حابس نفسك وماخرنا علي الغدا علشان بتذاكر في صفحة !! طيب يا ابني بسرعة علشان نلحق ناكل

جلس الاب في انتظار الطعام علي احر من الجمر , حتي اتت والدة ممتاز بالطعام , وجلسا الاثنان في انتظار ممتاز الذي جاء بعد قليل ماسكا باحدي يديه كتابا وباليد الاخري شيئا اخر ما ان رأته والدته حتي صرخت في ابنها
ايه يا ممتاز دا , انت مش شايفنا هناكل , ارمي القرف اللي في ايدك دا وقوم اغسلها بالماء والصابون والكلور
يا ماما مفيش حاجة معلش استحملوني شوية اصل الامتحان قرب ولازم اخلص اللي ورايا انا ما صدقت
ايوة يا ابني بس هناكل ازاي وانت حاططلنا ايد واحد ميت جنب الاكل
يا ماما دي عظمة مفيهاش حاجة يعني يللا بالهنا والشفا

وهكذا تناول الثلاثة الغداء بصحبة العظم ولاول مرة , وكان ذلك بداية تغير حياة ممتاز واسرته وتاثرها بدخوله كلية الطب.

في المساء اتي مرتضي لاستذكار دروسه عند ممتاز , فجلسا الاثنان بغرفة ممتاز وبصحبة الهيكل
بس ايه التغيير الفجائي دا يا ميزو , انا ما كنتش فاكرك هتستسلم بسرعه كدة
اه ولا انا بس الحمدلله قدرت اتغلب علي نفسي
اه طبعا , كدة احسن , بس يعني لازم تهتم بالمواد التانية زي التشريح كدة انا سمعت ان هيبقي فيه امتحان فسيولوجي بعد التشريح ب 5 ايام
ياااااه 5 ايام , انا هالاقيها منين ولا منين , دانا يادوب بدأت اذاكر التشريح , اعمل ايه انا دلوقتي
بص انا باقول تذاكر يومين كدة تشريح وبعدين تنقل علي الفسيولوجي , وانا بقول يعني لو مش هتبقي محتاج الهيكل ياريت تبقي تسيبهولي كدة كام يوم , انا محتاجه
طيب وهو انت مش هتذاكر فسيولوجي
لا مانا مخلصه
مخلصه؟؟ ما قلتليش يعني انك بتذاكر فسيولوجي قبل كدة
اه مهو يا ميزو انا لقيتك مش في المود فماحبتش اضايقك وبعدين يعني انا مش مذاكر اوي ده هو كدة بس قراية مع الدرس
اااااااه اه صحيح كتر خيرك , طيب خلاص انا هاشوف وهابقي اقولك كدة

لأول مرة شعر ممتاز بشيء غريب في صدره تجاه مرتضي , مرتضي صديق طفولته الذي لطالما شاركه أسوأ واجمل لحظات حياته , اليوم شعر بأن من يتكلم امامه ليس مرتضي وانما شخص اخر غريبا عنه , وظل يفكر طوال ليله , تري هل احساسه تجاه مرتضي نابع من شيء حقيقي ام انها مجرد مشاعر قلقة ادخلها الشيطان فيما بينهما؟؟

Tuesday, April 15, 2008

ليست صدمة واحدة ولا اثنتان بل.. ثلاثة

اعتقاد خاطيء :
معاناة طالب الطب مع الدروس الخصوصية تنتهي مع الثانوية العامة
-7-
الشهر الثالث لممتاز بالكلية , وقد بدأت تظهر عليه اعراض طالب الطب من يأس واحباط , حالة من التوهان والسرحان والامتعاض والقرف وشعور بالخطر و بالمسئولية ولكنه لم يكن يعلم أية مسئولية بعد ولم يدرك اي خطر قادم.

مامااااااااااااااااااااااااااااا , مامااااااااااااااااااااااااا
بسم الله الرحمن الرحيم , خيراللهم اجعله خير, مالك يا ممتاز , فيه ايه يا ضنايا
نفس الكابوس يا ماما نفس الكابوس انا خلاص تعبت تعبت
لا حول ولا قوة الا بالله , معلش يا حبيبي قوم اشرب مية واتوضي وصلي ركعتين
مش قادر أقوم يا ماما , انا مش قادر اتحرك من مكاني , انا هأتصل بمرتضي واقوله يجيب الهيكل اللي انا اشتريته من عنده , أنا هاروح ارجعه مش عايزه مش عايزه خالص
يا ممتاز ما انت ما رضيتش تخليه في البيت هنا ووديته عند مرتضي وبتروح تذاكر هناك خلاص بقي خليه امال هتذاكر ازاي بس
يا ماما مش قادر انا شهرين علي الحال دا , انا نفسي انام من غير قلق ومن غير كوابيس , بحس اني باتخنق
طيب قوم بس واسمع كلامي وتعالي علشان نفطر قبل ما تنزل الكلية

وعلي مائدة الافطار جلس ممتاز ووالده ووالدته يتناولون افطارهم , اما ممتاز كان في واد اخر
مالك يا ممتاز , ما بتاكلش ليه يابني
هه.. معلش يا بابا مليش نفس
ايه بس يا ممتاز , ايه اللي جرالك , لا بتاكل ولا بتشرب ووشك اسود وعنيك مش باينة , عامل في نفسك ليه كدة بس
معلش يا بابا اصلي ما بانامش كويس
طيب يلا كُل معانا واحنا نفتح نفسك
حاضر يا بابا هاكُل أهو.. ماما انتي غسلتي ايدك كويس قبل ما تحضري الفطار
وانا من امتي ما باغسلش ايدي قبل ما اجهز الاكل يا ميزو , كُل بس وبطل غلبة
نظر ممتاز الي المائدة والي اصناف الطعام ولفت نظره وجود اللانشون والبسطرمة فاثاراه خاصة وانه قاطع اللحوم منذ دخوله المشرحة وصار نباتيا , لان اللحوم تذكره بشكل العضلات التي يدرسها
انا مش عايز لانشون ولا بسطرمة ولا أي حاجة فيها لحمة قدامي , انتو ليه بتحاولوا تستفزوني
**
قالها ممتاز وقام من علي مقعده غضبا , ارتدي ملابسه وذهب لياخذ مرتضي في طريقه الي الكلية
ميزو ايه اخبارك النهاردة , لسة بردو مش بتنام
انا تعبان اوي يا مرتضي ومحدش قادر يفهمني ويقدر مشاعري
مشاعر ايه وتعبان ايه , انت مكبر الموضوع اوي يا ميزو , خد الحياة كدة ببساطة واتعامل مع الموضوع بمنطق علمي بحت , المشاعر دي تسيبها في الدولاب مع هدوم البيت
انا نفسي ابقي زيك كدة بس مش عارف
الحنية دي جبتها منين ياعم, داحنا معانا بنات ارجل منك يابني , تلاقي الواحدة منهم داخلة علي الجثة هتاكلها فاكرة نفسها واقفة في المطبخ وبتنظف فرخة , استرجل شوية يا ميزو بلاش الدلع دا
شفت انت مش فاهمني , الموضوع مش حنية ولا دلع , الموضوع اني بقيت احس اني مش بني ادم
بقولك ايه اجمد كدة وقوللي خلصت كام صفحة من الحاجات اللي علينا
ولا حاجة, انا مافتحتش ولا كتاب ولا قادر اذاكر حاجة ولا عايز اصلا
اااااااااه طيب اسمع كلامي بقي وتعالي احضر معايا الدروس
يا مرتضي موضوع الدروس دا انا مليش فيه مانت عارف , وبعدين انا كان نفسي ادخل الكلية علشان اعتمد علي نفسي بقي واخلص من دروس الثانوية , اقوم ادخل الاقي دروس في طب
بص هو نظام الكلية كدة هنعمل ايه يعني ماحنا لازم ناخد دروس علشان نفهم
طيب وانت هتجيب فلوس الدروس منين من غير زعل يعني
لا ولا زعل ولا حاجة مانت عارف البير وغطاه , شوف يا سيدي انا اتفقت مع الدكاترة هاعمل لهم دعاية وهم هيخلوني احضر ببلاش انا مش هادفع الفين جنيه في كل مادة انا
اااااه علشان كدة بتقولي احضر معاك .. بتعمل بيزنس علية يعني
لا عيب يا ميزو متقولش كدة انا بقولك علشان مصلحتك بس
ماشي يا عم
**
كان ممتاز ومرتضي قد وصلا للكلية ودخلا المدرج في انتظار المحاضرة
مرتضي هو المدرج بقي فاضي كدة ليه , فاكر اول يوم جينا فيه كنا ما بنلاقيش مكان علي الارض علشان نقعد
البركة في الدروس يا ميزو , مين اللي هيضيع وقته في المحاضرات يعني ويا ريتك هتستفيد ادينا بنيجي نحضر ونخرج وقفانا بيقمر عيش ولا بنفهم حاجة , مش عارف ايه اللي عاجبك في المحاضرات وساحبني وراك في كل محاضرة
والله انا بايني خرجت من المدرسة في ثانوي علشان ادخل مدرسة اكبر في الجامعه
**
دخل الدكتور وعلي وجهه ابتسامة عريضة , بعد تقديم نفسه للطلبة أعلن عن ميعاد اول امتحان تشريح في ما تم دراسته في ال3 شهور الماضية فهاج المدرج وارتفع صوت الطلبة بهمهمات متفاجئة

امتحان ايه دا محدش قالنا حاجة يا نهار مش فايت, انا خلاص ضعت ضعت
اهدي يا ممتاز , دا امتحان عبيط بكام درجة وبعدين اسئلته سهلة ان شاء الله ما تقلقش
ما اقلقش ايه يا مرتضي دانا مش عارف شكل الكتاب ايه وبعدين مافيش جدول نزل ولا اي حاجة هو احنا هنمتحن تشريح كدة مع نفسه مش لازم ينزل جدول بباقي المواد وتوزيع الدرجات
بردو هيقولي جدول ودرجات , يا ممتاز احنا مش في مدرسة وبعدين الدكتور قالنا امبارح في الدرس علي موضوع الامتحان
يعني انت كنت عارف وما قلتليش
لا ..اه انا بس ما كنتش عايز اخضك
لا تخضني ايه , انا ما باتخضش , انا مافيش حاجة تهزني ابدا ,انا جامد جدا , انا مفيش مني اتنين انا مش خايف خالص انا مش قلقان انا كويس جدا انا... انا عايز اروح

Thursday, April 3, 2008

هو الانسان ايه غير شوية عظام فوق بعض

اعتقاد خاطيء
طالب الطب يحمل في جيبه مشرط ومقص لتشريح الجثث
-6-
مضي 5 أسابيع حاول فيهم ممتاز محاولات بائت كلها بالفشل لفهم ما يحدث من حوله وكان اخرها شراء كتاب الفسيولوجي وبعده كتاب التشريح الذي تكررت معه ماساة الفسيولوجي , فقرر ممتاز ان يبدأ مذاكرة مع بداية "السكاشن" العملية حتي يتمكن من الربط بين النظري والعملي.

بعد انتهاء المحاضرات جلس ممتاز بجوار مرتضي محاولا التظاهر بان الامور تحت السيطرة وان الوضع علي ما يرام
-ايه الاخبار يا مرتضي , عملت ايه , ذاكرت حاجة من الكتب اللي اشتريناها
-لا لا مذاكرة ايه دلوقتي انا مش هبدأ اذاكر الا بعد شهرين تلاتة كدة اكون اخدت علي الجو
-انا كمان قلت اني مش هبدأ الا بعد السكاشن , مش النهاردة فيه سكشن تشريح
-اه يا ميزو وهندخل المشرحة زي ما قلتلك
-انا مش مرتاح للموضوع دا , طيب هو احنا هنعمل ايه جوة , هنشرّح يعني وكدة ولا ايه انا مش فاهم , وبعدين هو احنا هنشوف جثث بجد
-لا انا سمعت اننا هنتفرج بس واكيد فيه جثث امال انت عايزهم يجيبولك ايه في المشرحة عرايس بلاستيك , عموما كلها نص ساعة وهتشوف بنفسك
وبعد نصف ساعة

وقف ممتاز علي باب المشرحة وبجواره مرتضي محاولاً جذبه من يده وجره الي الداخل
-يللا يا ممتاز ادخل السكشن هيبدأ , هتفضل واقف كدة
-الريحة صعبة أوي يا مرتضي مش قادر..اففففف
-ايوة هي صعبة شوية هو انا قلتلك داخلين الجنينة عادي يعني دا الفورمالين ما كل الناس واقفين اهو , يللا
-طيب طيب هادخل بس ادخل انت الاول وقوللي شفت ايه جوة
-فيه ايه يا ممتاز ايه الرعب اللي انت عامله دا , يابني احنا في الكلية مش في فيلم رعب

وبعد محاولات من مرتضي دخل ممتاز المشرحة لأول مرة , يقدم ساق ويؤخر الاخري , وهو يتلف يمينا ويسارا , وكان أول ما وقعت عليه عيناه "قدما انسان" تظهر من تحت غطاء يغطي باقي جسده الممدد , كانت قدماه داكنة اللون ذو شكل غريب.
-مرررتضضضي مررررتتتتضضييييي هووو هووو هووو اييه الي هناااك دددا
-فيه ايه مالك بتهوهو كدة ليه , دي جثة وكل الترابيزات دي عليها جثث بس متغطية , تقريبا علشان مش عايزنا نخاف من اولها ههههههههههه
-جثث , يعني كل المتغطيين دول ناس ميتين , وبتضحك!!
قالها ممتاز ودقات قلبه تعلو علي صوته
-بص يا ممتاز دا جزء من دراستنا وبعدين عادي يعني ايه يعني جثة , تعالي تعالي نروح نتفرج
اسرع مرتضي الي احد الجثث المغطاة وخلفه ممتاز الذي لم يتركه للحظة كطفل متعلق بطرف ثوب امه كيلا لا يضيع, وقام مرتضي فجأة بكشف الغطاء عن وجه الجثة...
-لااااااااااااااااا
صرخ ممتاز , صرخة التفت لها جميع الموجودين , وقفز من مكانه ثم بدأ يتراجع الي الخلف وهو يردد
-لا لا لا
ولم يكن يدري انه يتراجع نحو منضدة تحمل جثة اخري , اخذ في التراجع الي ان لمس ظهره شيئا صلبا فاستند عليه ثم شعر برائحة الفورمالين تخنقه واخذت الدموع تنهمر من عينيه تأثرا به , فأدار رأسه ليجد نفسه وقد استند علي احدي الجثث.
********
-ممتاز انت شايفني, يا ممتاز لو سامعني رد علية , الدكتور دخل
-مرتضي .. ايه دا انا فين
-انت في المشر.. قصدي احنا عندنا سكشن دلوقتي انت تعبت بس شوية , يلا فوق علشان الدكتور دخل وهيشرح
وقف الدكتور حول احدي الجثث , فالتف حوله الطلبة الذين كان عددهم يفوق المكان بكثير فوقفوا خلف وتحت وجنب وامام بعضهم حول الجثة -في وضع اشبه بطابور الجمعية يوم توزيع الفراخ قبل انفلونزا الطيور-, فاحضر ممتاز احد الكراسي ووقف علية ليستطيع رؤية الدكتور وهو يشرح.
بدأ الدكتور في تقديم نفسه ثم فتح شنطة واخرج ما بداخلها والذي كان عبارة عن مجموعات مختلفة من العظام الادمية المفككة , وبدأ في الحديث عن عظام الكتف والساعد شارحاً تكوين العظمة وشكلها ووصفها والعضلات المرتبطة بها و......
ومن اعلي وقف ممتاز مذهولا من الطلبة المنكبين علي بعضهم والمجتمعين حول الجثة كالضيوف الذين تجمعوا حول "ديك رومي شهي" علي مائدة الغداء , ومذهولا من الدكتور الذي وقف يشرح وبيده العظام كمن يتلاعب ببعض قطع "الميكانو" , ونظر من مكانه المرتفع نظرة فاحصة للمكان فوجد الجثث المغطاة بغطاء قصير يظهر بعض الجثة وهناك بعض العظام علي احدي الكراسي , كادت تخنقه رائحة الفورمالين , شعر بالاعياء وبالارض تدور من حوله فجري خارج المشرحة واضعا يده علي فمه.

عندما خرج مرتضي ووجد حال ممتاز تعاطف مع صديقه الذي كان في حالة يرثي لها
-ممتاز خرجت ليه بدري الدكتور كان لسة ما خلصش
-ما قدرتش استحمل الموقف , ايه القرف دا, انا حاسس اني مش بني ادم
-انت مكبر الموضوع كدا ليه , ياممتاز احنا لازم ندرس الكلام دا علشان نقدر بعد كدة نعالج الناس العايشين
-وهو لازم يبقي بالطريقة دي , انت مش شايفنا كنا ملمومين علي الجثة ازاي زي ما نكون هناكلها , والدكتور شفته ماسك العظم ازاي كانه ماسك سلسلة المفاتيح بتاعته مش عظم بني ادم زيننا , لا لا لا انا ما كنتش فاكر الموضوع كدة خاااااالص
-منا قلتلك يا ممتاز , عموما بكرة تتعود انت بس علشان لسة اول مرة , فاتخضيت , امال بقي لما تشتري الهيكل وتحطه عندك في البيت هتعمل ايه
-هيكل , هيكل ايه؟
-ماهو احنا لازم هنشتري هيكل عظمي علشان هندرس عليه , لازم ندرس العظم بالتفصيل
-نعم؟؟؟ ودا هشتريه من اي مقبرة؟؟
-لا لا هو بيتباع هنا في الكلية , باسعار مختلفة , انا سمعت انه بيبدأ من 300 جنيه
-يا سلام , انا كنت فاكر هنشتري عظم بلاستيك , مش متخيل ازاي هاشتري عظم كان عايش بيه انسان مات واندفن , ايه دا
-ممتاز خد الموضوع ببساطة وبكرة هات الفلوس علشان نشوف هيكل كويس نشتريه , قبل الهياكل الكويسة ما تخلص وما نلاقيش الا المكسر والاي كلام
-اه وماله , علشان برضه نلحق الاوكازيونات.

عندما رجع ممتاز الي منزله , دخل الي غرفته في صمت وجلس علي سريره يسترجع احداث اليوم , ويتخيل شكل الدكتور وبيده العظمة يشرحها
...
دخلت امه بعد ان طرقت الباب ولم يجب:
-ممتاز مش هتقوم تتغدي , دانا عاملالك أكلة بتحبها يا حبيبي
-مليش نفس يا ماما مش قادر أكل
-لا مانا لو قلتلك عاملالك ايه هتقوم وتنط من السرير , عاملالك كوارع
صرخ ممتاز في وجه والدته وربما لأول مرة..
-كوارع لاااااااااااااااا مش عايز اي حاجة فيها عظم حرام عليكووووو