CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

تنويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أحداث هذه القصة مستوحاة من واقع كليات الطب في مصر وليست من الخيال وان كانت الشخصيات غير حقيقية وانما هي تعبر عن الواقع بكل ما فيه من جيد أو سيء

Monday, June 2, 2008

ممتاز في مستشفي العجائب

حقيقة :
في الطب دائما يوجد من هو اعلي منك
-14-
بعد أن قابل ممتاز المريض الذي قرر توصيله لقسم القلب بالمستشفي سار معه , ماسكا في يده الاشعة ورسم القلب الذين يخصان المريض , الي أن وصلا الي باب المستشفي فاستوقفهما حارس البوابة
رايح فين يا اخ
انا..انا طالب هنا في كلية الطب
طيب اتفضل , ودا مين اللي معاك
دا مريض هوديه قسم القلب
طيب ادخل يا دكتور
شعر ممتاز بنفس الشعور الذي ينتابه كلما ناداه احدهم باللقب "دكتور" ودعا في نفسه ان يتحقق الحلم عما قريب . وسار بصحبة الرجل وأخذ يتلفت يمينا ويساراً كأليس في بلاد العجائب فهذه كانت أول مرة تطأ قدماه ارض مستشفي تعليمي , وكانت المرة الأولي التي يدخل فيها مستشفي كطبيب وليس كمريض , هكذا كان يشعر.
..
لفت انتباهه أعداد المرضي الكثيرة التي راها حتي انه تصور ان الشعب كله مريض وجاء ليتلقي العلاج ,الكل يسير مسرعا , احدهم يجري , هناك بعض الشباب الواقفين يضحكون بصوت مرتفع لا يليق
بمستشفي من الواضح انهم طلبة يحملون بأيديهم بعض الكتب , وأخرين يفترشون رصيف المستشفي ويبدون أيضاً كالطلبة , وعلي الجانب الاخر بعض النساء وقفن يبكين ويصرخن, أم تحمل ابنها المريض
علي كتفيها , رجل عجوز يسير بخطوات متهالكة , بعض المرضي يقفون في شرفات مبني المستشفي
يا ربي , ايه كل دا
قالها ممتاز في نفسه وهو يتعجب مما يري .وكان قد وصل هو والرجل الي مبني قسم القلب , فسأل الحارس
هو قسم القلب في الدور الكام
الدور الرابع علي اليمين
..
وهنا نظر ممتاز فوجد الأسانسير فابتهج كثيرا وتوجه في اتجاهه , ولكن استوقفه عامل الأسانسير قائلا
رايح فين حضرتك
انا طالع قسم القلب
لا من السلم , دا الاسانسير الخاص بالدكاترة
ايوة انا طالب في الكلية ودا مريض معايا
طيب اركب وأمري لله, لما نشوف اخرة الشغلانة دي ايه
..
ولم يدر ممتاز لم يكلمه الرجل هكذا , ربما هو ضغط العمل.. ربما
وهكذا وقف الاسانسير في الدور الرابع ونزل ممتاز والمريض معه , وسار في ممر طويل اصابه بحالة من الذهول , فوقف ينظر من حوله ليري الحوائط وقد تاكل طلائها والارضية التي تحول لونها الي الاسود وان كان بعضها لازال يحمل اثار اللون الابيض الاساسي , العنكبوت الذي يغطي السقف من فوقه , والشبابيك التي يعلوها الغبار , كل هذا لم يزعجه بقدر الرائحة التي كادت تصيبه بالاغماء , لم تكن كرائحة المستشفيات التي زارها من قبل كروائح البنج والمطهرات والادوية وانما كانت مختلفة تماما
..
هو احنا وصلنا يا دكتور
التفت ممتاز علي صوت المريض الذي انقذه من تاملاته
اه اه وصلنا يا حج , ثواني بس أشوفلك حد من الدكاترة
واخذ ممتاز ينظر من حوله منتظرا قدوم احد تلك الكائنات التي ترتدي البالطو الأبيض وتبدو عليها علامات الدكترة" , الي أن رأي احدهم فجري عليه ممتاز فقد كان في عجلة من أمره
..
لو سمحت يا دكتور يا دكتور لو سمحت
نعم نعم فيه ايه
هو حضرتك دكتور هنا في القسم
لا انا امتياز عايز حاجة
وهنا ابتلع ممتاز ريقه محاولاً فهم معني الكلمة . فهل امتياز هذا لا يعني انه طبيب اذا لماذا يرتدي البالطو الأبيض ويبدو كطبيب , ثم أضاءت تلك اللمبة الصفراء فوق رأسه عندما ادرك ان هذا اسمه
اهلا وسهلاً , وانا ممتاز طالب في سنة اولي في كلية طب
انت بتتريق ولا ايه
باتريق ازاي حضرتك , علشان تشابه الأسماء , لا والله انا اسمي فعلا ممتاز علي اسم حضرتك
وهنا لم يتمالك طبيب الامتياز نفسه من الضحك
ههههههههههههههههههه
و اقترب من ممتاز وربت علي كتفه محاولا افهامه
يا ممتاز "امتياز" دا لقب الطبيب في سنة سابعة , يعني بعد ما بتتخرج وتاخد البكالوريوس في سنة 6
بيبقي اسمك امتياز في سنة سابعة اللي هو التدريب في المستشفي
..
وهنا اتسعت عينا ممتاز عن اخرهما وابتسم ابتسامة بلهاء تعلن عن فهمه
ايه دا انا أول مرة أعرف , يعني حضرتك في سنة سابعة , يا سلااااااام مع ان شكلك دكتور بجد , بس هو حضرتك ليه لابس بالطو يعني بتعمل ايه هنا في المستشفي , وظيفتك ايه يعني
هههههههههههههههههههه
ضحك الطبيب ومال علي ممتاز وهمس في اذنه بعيدا عن سمع المريض
احنا هنا بنخدم علي الدكاترة والمرضي ومش بعيد الممرضات كمان ههههههههههههههه
ولم يفهم ممتاز لماذا يضحك الطبيب ولم يفهم اصلاً نوعية الخدمات التي يقدمونها طلبة الامتياز , بل حاول أن يفهم فاستدرك قائلا
يعني حضرتك بتساعد المرضي
حاجة زي كدة ههههههههههههههه
..
وللمرة الثانية لم يفهم ممتاز سر سعادة الطبيب, فتغاضي عن تلك الضحكات التي اعتقد انها من صفات اطباء الامتياز واستكمل حديثه في جدية
طيب انا معايا مريض وهو كانوا طلبوا منه اشعة علي الصدر ورسم قلب ممكن حضرتك تساعده
احم احم لا اساعده ايه بص انت تروح تدور علي النايب د/أحمد دا الراس الكبيرة هنا انا مجرد امتياز غلبان , بص هتلاقيه هناك في الأودة دي علشان انا مش فاضي ورايا مشاوير عايز اعملها في المستشفي
طيب متشكر لمساعدتك , بس ممكن اطلب منك طلب , ممكن رقم تليفونك علشان لو احتجت أسأل عن حاجة ابقي اكلمك , لو مش هيضايقك, انا كان نفسي اتعرف علي حد أكبر مني
بس كدة , اكتب يا ميزو رقم موبايلي , شكلك واد طيب أوي وشكلنا هنبقي أصحاب
....
بعد أن انتهي ممتاز من تسجيل الرقم والسلام علي الطبيب الذي علم ان اسمه "هادي" , اصطحب المريض
وذهبا في اتجاه الحجرة ليبحث عن النائب , ولكنه توقف فجاة وسأل نفسه بصوت مسموع
"نايب!! هو ايه النايب دا؟؟؟
..
ثم تابع سيره حتي وصل الي الغرفة فوجد بها بعض الأشخاص الذين يرتدون بلاطي بيضاء ولم يشأ أن يكرر غلطته السابقة مع طبيب الامتاز فهو الان فاهم وواعي لما حوله , فدخل عليهم يسألهم
انتوا امتياز ولا دكاترة؟!!!
وهنا ضحك كل من بالغرفة , ثم قال له احدهم
انت عايز مين؟
قال ممتاز وقد شعر بالاحراج قليلا
"احم.. أنا عايز النايب أحمد"
ايوة انا عايز ايه؟
وقد تفاجأ النايب بسؤال ممتاز الذي سأله بتلقائية وسذاجة شديدتين:
هو يعني ايه نايب؟
ههههههههههههه
هو انت جاي تسألني يعني ايه نايب
هههههههههههه
لا لا انا جاي أطلب من حضرتك تساعد المريض دا , لانه طلب مني أقراله الأشعة ورسم القلب اللي معاه وانا مش فاهم فيهم حاجة علشان انا طالب لسة في سنة اولي واسمي ممتاز
هههههههه
طيب يا ممتاز اولا نايب يعني لما تتخرج كدة وربنا يكرمك وتجيب تقدير كبير وتطلع من الاوائل هتتعين في المستشفي بس مش معيد هتتعين دكتور هنا وتيجي تقعد جنبنا وتقضي فترة اسمها نيابة في القسم اللي تختاره وتقديرك يسمحلك بيه وبعد كدة بتبقي أستاذ جامعي كبير , يلا بقي اتشطر كدة وهات تقدير كبير علشان تتعين وتبقي زميلنا , وسيب الحاج ده انا هأشوفه عايز ايه
استناني برة يا حج لحد ما اجيلك
ياااااااااااااااه دا الموضوع كبير كبير , متشكر اوي يا دكتور علي مساعدتي ومساعدة المريض دا , بس لية
طلب ممكن؟
خير يا ممتاز
هو ممكن أبقي اجي لحضرتك هنا المستشفي أقف معاك وانت بتشتغل
حسب الظروف لو فاضي ماشي ابقي تعالي ممكن اساعدك , بس مش تستني لما توصل كدة سنة خامسة ولا سادسة وتاخد باطنة وقلب وتبقي تيجي القسم, عموما تعالي بس انا كتير بابقي مشغول وورايا 600 حاجة
طيب متشكر يا دكتور
.....
خرج ممتاز من المستشفي تاركاً خلفه عالما واسعا اكبر مما كان يتصوره , فلم يكن يدرك أن المستشفي التعليمي بها كل ما رأه , كان اليوم بمثابة مغامرة جديدة في حياة ممتاز , نافذة جديدة فتحت امامه علي عالم مليء بالأسرار التي كان لا يعرفها وان كان الي الان لم يعرف سر نوبة الضحك الذي كان ينتاب كل من يحادثه في المستشفي ,ولكنه شعر يومها بأمل يتجدد و بذرة حلم تكبر أمامه , فهو الأن يقف علي ارض صلبة , الان لديه الدافع ليذاكر لكي يتخرج ويقضي سنة امتيازه ثم لكي يصبح نائباً بقسم القلب كدكتور احمد ويري الالاف من اوراق الأشعة ورسم القلب
..