CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

تنويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أحداث هذه القصة مستوحاة من واقع كليات الطب في مصر وليست من الخيال وان كانت الشخصيات غير حقيقية وانما هي تعبر عن الواقع بكل ما فيه من جيد أو سيء

Saturday, May 31, 2008

نهاية وبداية

حكمة
ان كل نهاية هي بداية جديدة , الطبيب لا ييأس أ ب د اً..


-13-


علي عكس ما تصور ممتاز , ففي صبيحة يوم امتحانه لم يكن متوتراً أو خائفاً كامتحانه السابق وانما كان أكثر هدوئا واتزانا. كان كل ما يشغل تفكيره أنه سيري أمل و يعتذر لها عن كل ما حدث فقد مضي وقتاً طويلاً دون ان يكلمها.
*.*.*

عندما دخل المدرج نظر نظرة ماسحة استطاع من خلالها تبين مكان امل والتي كانت تجلس في هدوء بيدها بعض الاوراق التي تقرؤها , وحاول ممتاز الجلوس في مكان قريب منها , الجلوس في المدرج عشوائي وليس بارقام محددة , حتي يتمكن بعد الامتحان من اللحاق بها.
*.*. *
بدأ الامتحان..
حاول ممتاز قراءة الأسئلة فشعر بانها أشياء مالوفة مما قرؤه بالامس فبدأ باجابة اول سؤال. وشاء حظه أن يجلس بهذا المكان حيث خلفه جلس احد الطلبة المزعجين كاد ان يفقد ممتاز اعصابه والذي كان يعرف ممتاز اسما , فممتاز كان مميزا باسمه ومعروف الي حد ما بالكلية

ممتاز ممتاز السؤال الاول... ممتاز ها .. ممتاز طب التاني... يا ممتاز
ولأول مرة يشعر ممتاز بأنه بدأ يكره اسمه و كاد ان يترك اللجنة ويخرج منها ولكن أنقذه احد المراقبين الذي رأف بحاله وأبعد عنه ازعاج الطالب , فحمد الله بعد ان عاد اليه تركيزه.
****
بعد الامتحان شعر ممتاز بسعادة فقد أجاب الاسئلة جميعها علي الرغم من مذاكرته القليلة ولكن وفقه الله في الاجابة , غير انه تذكر بعض الاشياء من السكاشن التي كان يحضرها.
..
توجه ممتاز علي الفور الي حيث تجلس أمل ليلحق بها قبل ان تخرج من المدرج..
أمل ازيك عملتي ايه؟
الحمدلله الامتحان حلو اوي
الحمدلله
أحسن من الامتحان اللي فات بكتير او يمكن احنا مذاكرين أكتر
انا كنت عايز أكلمك من زمان علي فكرة بس ما كانش فيه فرصة
خير فيه حاجة
لا أنا بس كنت عايز اعتذر لك عن اللي حصل في المدرج قبل كدة يوم المحاضرة الاخيرة
اااااااه قصدك علي مرتضي
مرتضي؟؟ انتي عرفتي اسمه منين؟ اه صحيح منا كنت بأقوله يا مرتضي
لا أصل هو جه اعتذر لي بنفسه وقال لي انه كان ما يقصدش اللي حصل وفهمني كل حاجة
..
وهنا صمت ممتاز لبرهة محاولا جمع شتات نفسه , مرتضي سبقه وذهب ليعتذر لها , وهو لا يعرفها , تري لماذا؟ , وهم ممتاز بأن يسألها عن تفاصيل الحديث الذي دار بينهما ولكن قطع حديثه قدوم احد الأشخاص عرف ذلك من خلال تلك الابتسامة العريضة التي ارتسمت علي وجه أمل فنظر خلفه..
..
أمل ازيك عملتي ايه في الامتحان
الحمدلله يا مرتضي حليت الاسئة كلها , بجد مش عارفة أقولك ايه , لولا انك شرحتلي الحاجات دي امبارح ماكنتش هاعرف أحلها
..
شرحلها؟؟ امبارح؟؟ مرتضي؟؟ أنا بأحلم!
قالها ممتاز في نفسه وهو ينظر مذهولا مما يسمع , مرتضي هذا سيصيبه بسكتة قلبية عما قريب , لماذا يحاول تدميره بهذه الطريقة الدنيئة؟!
ممتاز عملت ايه في الامتحان , يا ريت يكون الكتاب نفعك وتكون حليت منه كويس
اااااه ااه اه الحمدلله حليت كويس , ربنا مش بيضيع تعب حد طالما نيته خير
طيب كويس نسيبك احنا لنيتك..
ثم التفت مرتضي الي أمل موجها لها حديثه
أنا زهقت من المدرج عايزين نخرج برة
اه طيب يللا بينا.. سلام بقي يا ممتاز خلينا نشوفك
....
خرج مرتضي بصحبة امل ووقف ممتاز مكانه فاتحاً فاه , وشعر وكأن المدرج واسعا من حوله او انه ينكمش بداخله حتي صار بحجم نملة او اصغر , محاولا ادراك ما يحدث..
أمل ومرتضي وخارجين وشرحلها , كل دا وانا نايم في البيت باذاكر فسيولوجي ومرتضي بيذاكر ازاي ينتقم مني ويرد لي اللي عملته أنا عملت ايه علشان يتعمل فية كدة؟!
..
ضرب ممتاز كفا بكف وخرج من المدرج , وتذكر يومها كلام ابيه الذي قال له ذات يوم انه لازال ببداية حياته وانه سيتعلم الكثير والكثير , فقد شعر ممتاز انه تعلم أول درس من دروس الحياة هذا اليوم , بل أنه تلقي اليوم أكبر صفعة في مشوار حياته القصير فلم يكتفي مرتضي بكل ما فعله معه بل حاول القضاء علي امله ليتركه وحيدا.
..
عندما خرج ممتاز من باب المدرج وقعت عيناه علي مرتضي وأمل وهما يجلسان يتبادلان الحديث والضحكات , حينها نظر لهما نظرة اخيرة ودع بها ممتاز أياماً مضت , ومضي في طريقه , حيث خطا اول خطوة في طريقه الجديد وحياته الجديدة التي قرر ان يحياها بلا أمل وبلا مرتضي.
..
في طريق عودته وبقرب الكلية قابل ممتاز احد الاشخاص الذي استوقفه ليسأله عن شيء..
وحياتك يا دكتور ماتعرفش فيه قسم القلب؟
ابتسم ممتاز قليلا كعادته حينما يسمع أحدهم يناديه بهذا اللقب الذي لطالما احبه وحلم به
لا والله مش عارف
طب هي مش دي كلية الطب؟
ايوة هي دي
طب يا دكتور وحياة والدك تشوفلي اللي مكتوب في التقرير دا , لاحسن انا دايخ بقالي كام يوم ومش لاقي حد يقولي اللي مكتوب هنا
امسك ممتاز التقرير محاولا فهم ما كتب به , ولكن اكتشف انه لم يتمكن من فهم أي شيء مكتوب , فشعر باحراج شديد وخجل من نفسه وهو لم يستطع مساعة هذا المريض , فاعتذر له
معلش اصل انا لسة طالب في سنة اولي
طيب يا ابني ربنا يكرمك يارب وتبقي دكتور كبير كدة وأبقي أجيلك في عيادتك
ربنا يخليك يا حج ويسمع منك
طيب يا ابني انا طلبوا مني اعمل اشعة علي الصدر ورسم قلب وعملتهم تقدر طيب تشوفلي الاشعة كدا , انا حاسس اني عندي حاجة وحشة وهم مش عايزين يقولولي
وهنا تحرك داخل ممتاز شعورا جميلا بمجرد سماعه لكلمتي اشعة ورسم قلب, انساه كل ما مر به اليوم , ها هو حلمه يبدأ في التحقق , انها اشارة من الله أرسلها له ليخبره ان المستقبل امامه وأن حلمه سيتحقق يوما ما , وهنا نظر ممتاز الي الرجل وقد قرر في نفسه أن يبحث معه عن قسم القلب ويوصله بنفسه الي المكان حتي يطمئن عليه , ونظر الي الرجل وقال له في حب
هات حضرتك الاشعة ورسم القلب , وتعالي معايا ندور علي القسم سوا
..

Wednesday, May 21, 2008

تواصل


زوار مدونتي الكرام وأصدقاء ممتاز

بأعتذر عن التاخر في نشر حلقات "حكاية الدكتور ممتاز" لظروف نفسية منعتني من الكتابة وظروف الامتحانات ولكن علي وعد باستكمال الحكاية ان شاء الله في أقرب وقت
انتظروا عودة ممتاز في أول أيام شهر يونية ان شاء الله
وانتظروا أيضا مغامرات جديدة و تحولات ومفاجات جديدة في مسار الحكاية
علي وعد بلقاء قريب وأسألكم الدعاء بالتوفيق

Thursday, May 8, 2008

لحظات مع انا الاخر

قاعدة
اذا دخلت في معركة مع ذاتك فتأكد مسبقاً أنك مهزومُُ مهزوم

-12-
بعد خروج أمل من المدرج , نظر ممتاز الي مرتضي نظرة لوم وعتاب ولا تخلو أيضاً من الغيظ ثم قال له
أنا مش هألومك ولا هاعاتبك علي الكلام اللي قلتله والتصرفات اللي بتعملها لأن اللي واقف قدامي دا مش مرتضي اللي اتربيت معاه , فكر كدة في اللي بتعمله ولما ترجع تاني مرتضي اللي انا اعرفه انت عارف البيت اللي ياما قعدنا فيه سوا
ولم ينتظر ممتاز رداً علي كلامه , بل لملم أشيائه في صمت ومضي في طريقه خارج المدرج تاركاً مرتضي الذي شعر ببعض الخزي من نفسه ومن تصرفه والذي نظر من حوله فوجد نظرات الاحتقار من جميع من كانوا بالمدرج ويتابعون الموقف في اهتمام , فخرج هو الاخر.
**
اما ممتاز فبعد أن خرج ظل يبحث عن امل بالكلية ولكنه لم يجد لها اثر, فقرر الرجوع لمنزله عندما شعر بأن يومه انتهي من قبل أن يبدأ.
**

دخل ممتاز المنزل واستقبلته أمه بقلق بالغ فلم تعهد رجوعه من الكلية في هذا الوقت المبكر
ممتاز ايه اللي رجعك بدري كدة دانت لسة نازل , ايه اللي حصل
مفيش يا ماما بس حسيت اني مصدع شوية
ولم تقتنع امه بكلامه وساورتها الظنون علي عادة الأمهات , فبدات في البكاء-علي عادة الامهات ايضا
فيه ايه يا ممتاز ما تخبيش علية دانا امك
يا ماما مفيش حاجة انا زي القرد اهو , صدعت بس شوية , اعمليلي كباية شاي من ايديكي الحلوين دول وان هابقي تمام
فسحبت امه دموعها واتجهت الي المطبخ لاعداد الشاي
اما ممتاز فدخل غرفته وارتمي علي فراشه يفكر في ما حدث , وكل ما كان يشغله "أمل" , تري بم تفكر الان فدار بينه و بي نفسه هذا الحوار
..
تفتكر يا ممتاز انها زعلت
اكيد طبعا , انت عبيط , اذا كنت انت نفسك احرجت
بس انا ما عملتش حاجة , هو مرتضي اللي احرجها بغباؤه منه لله
ايوة بس متنساش انك وقفت تتفرج وسبته لحد ما كان هيغلط فيها
فيه ايه يا عم بالراحة علية , هي اكيد لما تعرف الحقيقة هتعذرني وتفهمني ومش بعيد اصعب عليها كمان
وايه اللي خلاه اكيد يعني , هو علشان انت معجب بيها فاكرها هي كمان معجبة بيك!!!!
صحيح هي ما شافتنيش غير مرتين ايه اللي يخليها تفكر تكلمني تاني بعد اللي حصل
شفت بقي شفت مش قلتلك
أيوة عندك حق.. يعني انا كدة خسرت امل خلاص
اه خسرتها خلاص .. خلاص خسرتها
يعني ما أروحش اكلمها تاني
افرض رحت تكلمها وكسفتك .. هيبقي شكلك بااااااااااااااايخ اوي
اه صحيح وممكن تسيبني وتمشي
يييييييييييي علي المنظر
عندك حق.. بس ممكن تديني فرصة افهمها واعتذرلها
وممكن ما تقبلش الاعتذار
طب ولو ما قبلتوش هاعمل ايه.. ايه رأيك
أنا شايف انك تنسي الموضوع دا بقي وتحتفظ بكرامتك
انت غريب اوي مالك كدة عمال تحبط فية مش هتقبل مش هترضي شكلك بايخ انا هألاقيها من مين ولا من مين , أمال لو ما كنتش بكلم نفسي يا اخي كان ايه اللي حصل
الحق علية اني بافهمك وأووعيك مش احسن ما اسيبك محتاس
وانت تفهمني ليه اصلا , وانا زيي زيك
بس انا شايف الموقف من برة لكن انت جواه
جوة ايه وبرة ايه انت هتجنني وبعدين هو انت بتشوف اصلا انا غلطان اني اتكلمت مع واحد زيك
..

وهنا دخلت ام ممتاز وأنقذته من المشاجرة العنيفة التي دارت بينه وبين "نفسه" وقد احضرت له كوبا من الشاي وبعض الساندويتشات
ممتاز حبيبي انت كنت بتكلم حد
لا يا ماما انا بس كنت بافكر بصوت عالي
وايه اللي شاغل بالك يا بطل
لا عادي.. الامتحانات , اه الامتحانات هو فيه غيرها
هو انت عندك امتحانات تاني قريب
لا دا لسة بدري , عندي امتحان فسيولوجي يوم15
الشهر الجاي يعني ولا ايه
لا يا ماما يا حبيبتي الشهر دا
الله! هو مش النهاردة 13 بردو ولا انا ناسية

!!
وهنا قفز ممتاز من مكانه , وجري في اتجاه النتيجة المعلقة علي الحائط و فوجيء بان امتحانه بعد يوم واحد
يا نهااااار ابييييييض بعد بكرة وانا مش داري اتاري مرتضي كان عايز الكتاب امبارح , انا كنت فاكر لسة بدري مرتضي كان قايللي ان الامتحان بعد 5 ايام وانا ما سالتش, أعمل ايه اعمل ايه انا دلوقتي
اهدي بس يا ممتاز لسة النهاردة وبكرة يللا اقعد ذاكر بقي ما تضيعش وقت
ما اضيعش ايه؟ ولا ايه أعمل ايه اعمل ايه
وهنا سمع ممتاز صوت "نفسه" مرة اخري يهمس في شماتة
شفت .. أديك ضيعت وقتك أهو في كلام فارغ ومالوش لزمة
انت تخرس خالص انا مش ناقصك
..
وبالفعل قرر ممتاز البدء في المذاكرة لينقذ ما يمكن انقاذه , وقرر تاجيل اعتذاره لأمل ليوم الامتحان فقد رأي انه لابد وان يعتذر لها علي امل أن تتقبل اعتذاره ولا يفقد احترامها وحتي يثبت ل "لنفسه" -انه مش كلام فارغ- ففي قرارة نفسه يشعر بأن أمل ليست مجرد "صدفة".
هل ترون ان نفسه علي حق وانه كلام فارغ ؟ ام انتم من مشجعي ممتاز وقراره؟
في الحلقة القادمة: نفس المكان , وثاني امتحان , بِلا مرتضي
ولكن هناك دائما "أمل"

Monday, May 5, 2008

وسقطت الأقنعة

خطأ :
الطبيب لا يفقد أعصابه أبداً


-11-
قضي ممتاز ما تبقي من يومه بالمنزل او بمعني أدق بداخل غرفته يسترجع كل ماحدث اليوم.
جزء منه حزين لشعوره بفقدان اعز واقرب أصدقائه مرتضي وفي نفس الوقت الجزء الأكبر منه في قمة السعادة , فلم يكن يتخيل ابداً أن تلعب الصدفة دوراً في حياته وها هو الان يفكر بامتنان في تلك الصدفة التي جمعته ب أمل.
لم يستطع ممتاز وضع ما شعر به تجاه امل تحت مسمي معين ولكن كل ما كان يفكر به هو كيف يتمكن من الاقتراب منها اكثر وكيف يمكنه كسب ثقتها واحترامها.
*****

في المساء خرج ممتاز من غرفته لقضاء بعض الوقت مع أبيه وامه اللذان كانا لا يرانه الفترة السابقة حيث كان حبيس غرفته.
وبمجرد ان خرج عليهما تهللت أساريرهما وخاصة أباه الذي لم يره من أكثر من يومين , فكان استقبالهم لممتاز كاستقبال جمهور مشجعي النادي الاهلي لأبوتريكة.

اخيرا يا دكتور وحشناك
ازيك يا بابا , أنا اسف انا عارف اني الفترة اللي فاتت كنت مقصر معاكم بس خلاص من هنا ورايح مفيش تقصير ومفيش حبسة , خلاص افراج
ولا يهمك يا ممتاز المهم دراستك ومستقبلك وانا سمعت من والدتك اخبار كويسة عن الامتحان دا واضح ان دعوات والدتك جابت نتيجة
اه اه طبعا طبعا هو فيه زي دعوات ماما الحمدلله يا بابا , وان شاء الله الامتحان الجاي تسمع اخبار احسن و احسن
-
بس هو انتوا يا ممتاز بتروحوا تعملوا ايه في الكلية , انا يعني لا شايفك بتروح ببالطو ولا سماعة , امال بتروحوا تعملوا ايه
يا بابا السنة دي الدراسة نظري وبس , بناخد مواد كلها نظرية , الحاجات التانية دي لسة بعدين , لسة 6 سنين بحالهم
ياااااااه 6 سنين
-
شهق والد ممتاز وهو يقولها ثم اطرق برأسه قليلا وقال
يا مين يعيش
ربنا يديك الصحة وطول العمر يا ابو ممتاز
قالتها امه ثم نظرت الي ممتاز في خبث الامهات وقالت:
ونشوفه كدة عريس زي القمر
-
فضحك والد ممتاز وقال
يا رب يا ام ممتاز ونشوفه كدة دكتور كبير وناجح
ان شاء الله يا بابا
-
قالها ممتاز ثم سرح بخياله قليلاً في ذلك اليوم الذي سيصبح فيه طبيباً مسئولاً ويتحقق حلمه, ثم تذكر ما قالته والدته فتخيل نفسه وهو في كامل اناقته وفي ذراعه تشبثت عروس جميلة بردائها الأبيض , وفي هذه اللحظة ظهرت امل بصورة تلقائية واحتلت جزء كبير من خياله وافكاره وسأل نفسه تُري هل ستتحقق يوماً هذه الصورة الخيالية وتكون امل هي العروس الموعودة؟؟
****

انتبه ممتاز علي صوت رنين الهاتف فقام من مكانه ليجيب
"الو.. ايوة.. مين؟
-
وفوجيء ممتاز بمرتضي صديقه علي الطرف الاخر
"أيوة يا ممتاز انا مرتضي , ازيك عامل ايه؟
انا كويس الحمدلله , كدة برده يا مرتضي تمشي النهاردة وتسيبني بعد الامتحان , مش كفاية سبتني اقعد لوحدي وما قعدتش جنبي انا ما كنتش هأغش منك بس انت عارف اني كنت متوتر
-
انا.. ان..ااا بص بقي انا فضلت ادور عليك بعد الامتحان بس الدنيا كانت زحمة فمشيت
انا فضلت قاعد مكاني يا مرتضي زيادة عن ساعة ولا شوفتك
ايوة يا ممتاز مهو اصل اللي حصل ان..
خلاص يا مرتضي مش عايز اعرف , اللي حصل حصل
خلاص ما تزعلش مني حقك علية
-
خلاص يا مرتضي حصل خير
المهم بقي يا بطل , انا هأفوت عليك دلوقتي اخد كتاب الفسيولوجي اللي انا ما جبتوش انت عارف الامتحان قرب وانا ما جبتش الكتاب دا
-
اصابت ممتاز صدمة منعته من الكلام لوهلة فها هو الموقف يتكرر امامه مرة اخري , الان فقط عرف سبب هذه المكالمة المفاجأة والغير متوقعة , ولم يستطع ممتاز ان يمنع نفسه فقال لمرتضي
لا انا هنام دلوقتي يا مرتضي علشان بكرة فيه كلية وانا تعبان من الامتحان .. مع السلامة
ووضع السماعة بعنف وطلب من والده ووالدته أن لا يجيبا الهاتف اذا رنّ ثم دخل لينام بغرفته.
********

في الصباح توجه ممتاز الي كليته وحرص ان ينزل قبل ميعاده حتي يتجنب مقابلة مرتضي في الطريق.
دخل ممتاز المدرج ولم يدرٍ بنفسه وبعينيه اللاتي راحت تجول وتبحث في كل ارجاء المدرج عن شيء واحد أو.. شخص واحد
-
وها هي أمل تجلس وحدها في أحد الأركان ولما وقعت عيناه عليها وتصادف أن نظرت هي في اتجاهه في نفس الوقت , ارتبك ممتاز و أدار عينيه عنها بسرعة لئلا تلاحظ نظراته
-
وسار في طريقه وهو يتظاهر ببحثه عن مقعد خالي الي ان وصل الي حيث تجلس امل فتصرف وكأنه يراها لأول مرة
ايه ده!! أمل.. صباح الخير
صباح الخير , ازيك
الحمدلله كويس , وازيك انتي؟ انتي هنا من امتي؟
انا الحمدلله بخير , انا هنا من ربع ساعة و من قبل ما انت تدخل المدرج
-
ابتسمت امل وكذلك ممتاز الذي شعر للمرة الثالثة منذ قابلها بالاحراج , فقد كان واضحا جدا رؤيتها له وهو يبحث عنها بالمدرج
حاول ممتاز ان يخرج من موقفه فسألها
هو الكرسي دا فاضي ولا حد قاعد هنا
لا.. فاضي مفيش حد
فجلس ممتاز بجوار أمل وقد شعر بفرحة داخله فقد كان لكلمة "فاضي مفيش حد" وقع طيب علي قلبه , فجلسا وأخذا يتبادلان الاحاديث في انتظار دخول الدكتور.
****
وفي أثناء اندماجهما , فوجيء ممتاز وكذلك امل بشخص انقض عليهما فجأة موجهاً حديثه الي ممتاز في انفعال
بقي أنا أكلمك أقولك هاعدي عليك تقفل السكة في وشي وحتي ما يهونش عليك تعدّي علية الصبح أنت صاحب انت , وقاعد هنا في المدرج تضحك ولا علي بالك
-
نظر اليه ممتاز في دهشة وذهول ولم يدرٍ بما يجيبه فالتزم الصمت حتي وهو يري في عيون أمل مئات الأسئلة , ولما رأي مرتضي ذلك استكمل حديثه علي امل استفزاز ممتاز ليرد علي كلامه
-
ايه؟ مكسوف من نفسك واللي عملته ولا مش لاقي كلام تقوله يا صاحبي ,ماترد يا ممتاز, ما ترد يا دكتور ممتاز!!
-
كان ممتاز لازال يعاني من أثار الصدمة فكان الصمت هو جوابه الوحيد واكتفي بنظرة وجهها الي أمل محاولاً اخبارها بأنه لاداعي للقلق وكانت عينا مرتضي ترصد الموقف في غيظ شديد لتجاهل ممتاز له فحاول استفزازه اكثر وأكثر
-
ياريت تكون حليت كويس في الامتحان , طبعا نسيت مين اللي خلاك تذاكر ومين اللي فضل وراك لحد ما بقيت بتفهم , نسيت كنت عامل ازاي من اسبوعين وكنت محتاس ازاي , نسيت مين اللي وقف جنبك وشجعك, بس خلاص بقي مين لقي احبابه نسي أصحابه
-
وهنا لم يتمالك ممتاز اعصابه بل صرخ في مرتضي
بس.. بس يا مرتضي كفاية كدة , فيه ايه هو انا علشان ساكت لك هتسوق فيها , احترم نفسك احنا في مدرج مش في الشارع ومعانا ناس مش لوحدنا واللي بتتكلم معاه دا كان صاحبك واخوك لو عايز تتكلم كنت قلتلي وقعدنا لوحدنا نتكلم مش بالطريقة دي
-
وهنا لم تجد امل مفر من ان تلملم أشيائها وتجري خارج المدرج بعد الاحراج الذي تسبب فيه مرتضي لها , فوقف ممتاز مكانه حائراً لا يدري هل يجري ويلحق بها ويعتذر عن الطريقة التي تحدث بها مرتضي أم يستكمل شجاره مع مرتضي ليصل معه الي حل؟!
لو كنت مكان ممتاز ماذا كنت ستفعل؟؟
الاجابة علي هذا السؤال في الحلقة القادمة

Thursday, May 1, 2008

كيوبيد في كلية الطب

ملحوظة : للاطباء ايضاً قلوب

-10-

لم يستطع ممتاز ان يتحرك من مكانه بعد انتهاء الامتحان بل جلس في نفس وضعه واضعا يديه علي رأسه في صمت لفترة من الوقت , مسترجعا في ذهنه كل ما مر به من يوم نتيجة الثانوية العامة.


مرت اشهر قليلة عليه ذاق خلالها الأمرين محاولاً التأقلم علي الحياة الجديدة واكتشف اليوم انه فشل أشد الفشل والدليل هو ما حدث في امتحان اليوم , كان في اشد الحاجة لمن يقف الي جواره ويربت بيديه علي كتفيه انه حتي لم يجد مرتضي صديق عمره بعد الامتحان!! شعر بغصة في حلقه, وكادت تسقط من عينيه دمعة أوقفها صوت ينتحب سمعه يأتي من خلفه.


نظر ممتاز فوجد احدي الفتيات تجلس بنفس الوضع الذي كان يجلس به واضعه يدها علي رأسها وتبكي في حرقة. لم يستطع في البداية تبين ملامح وجهها الذي كانت تخفيه بين يديها , ولكن صوتها كان حزيناً للدرجة التي أنسته حزنه وجعلته يقوم من مكانه متوجها اليها في صمت.


وقف الي جوارها حائراً , فلم تشعر هي بوجوده واستمرت في بكائها , فحاول لفت انتباها الي وجوده بأن حرك احد الأشياء ليصدر عنه صوت نجح في لفت انتباها اليه.
وفي حركة سريعة تنم عن مفاجئتها , رفعت عينيها اليه في ذهول , ثم حاولت مسح دموعها التي كانت تغطي وجهها بدرجة يصعب معها الرؤية.


وبمجرد أن حركت رأسها في اتجاهه شعر ممتاز بارتباك لم يدرٍ ما سببه علي وجه التحديد ولكنه سرعان ما شعر باطمئنان عندما رأي هذا الوجه الملائكي ينظر اليه في براءة تغطيه الدموع التي زادت أكثر واكثر من تلك البراءة , ولم يدر ممتاز بنفسه الا وهو يسالها:
انتي كويسة!!

قالت وهي تحاول حبس دموعها بصوت مخنوق :

الحمدلله

ثم غرقت في دموعها مرة اخري. لم يدرٍ ممتاز ماذا يفعل ولكن كل ما كان يشغل تفكيره كيف يوقف شلال الدموع المنهمرة من تلك العيون الحزينة. فاخرج من جيبه منديلا معطيه اياها وهو يقول

اتفضلي يا...

فمدت يدها تتناول منه المنديل وهي تقول

امل .. اسمي أمل .. متشكرة أوي

فلما اجابته باسمها شعر ممتاز بانها علامة "أمل" وكأن الله أرسلها اليه ليخبره بأن لازال هناك أمل, فحاول ممتاز تجاذب اطراف الحديث معها لعله ينسيها البكاء لفترة:

فرصة سعيدة يا امل , انا ممتاز

اهلا وسهلا , بس تفتكر هي فعلا فرصة سعيدة؟!

وهنا ارتبك ممتاز أكثر فقد شعر باحراج شديدا , ولكنه التمس لها العذر فهي في حالة لا تُلام علي ما تقول , فحاول ممتاز احتواء الموقف باي كلمات


انا عارف انها مش سعيدة , علشان الامتحان بس احسن ما فيها اننا اتعرفنا , علي فكرة انا مليش اصحاب في الكلية او تقدري تقولي اني حاسس ان صاحبي باعني وخصوصا النهاردة وحليت أسوأ حل في الامتحان ,وكنت جاي النهاردة وانا قلقان ومتوتر , وبعد الامتحان كنت حاسس بخيبة الأمل والفشل وحسيت اني اتعس انسان في الدنيا انتي اصلك ما تعرفيش انا تعبت اد ايه علشان ادخل الكلية دي وكنت فاكر اني هاحافظ علي مستوايا بس من يوم ما دخلتها وانا حاسس بالفشل,و لما لقيتك بتعيطي حسيت اني نسيت كل دا , يمكن علشان لقيت حد في نفس موقفي فهانت علية مشكلتي وحسيت انها سهلة وبسيطة او يمكن.. مش عارف..


ولم يشأ ممتاز أن يعطها فرصة لتقاطعه لئلا تحرجه مرة اخري بل فضل أن يخبرها بكل ما كان يشعر به أولاً فاستكمل..

أرجوكي ما تعيطيش , احنا اكيد عملنا اللي علينا وحاولنا بس ملناش نصيب في الامتحان دا , وبعدين لسة السنة طويلة ان شاء الله هنقدر نعوض درجات الامتحان دا , ما تقلقيش


وكانت أمل قد هدأت قليلاً وهي تستمع الي كلماته التي فاجأتها وتنظر اليه في دهشة , فقد حكي لها عن كل شيء وهما قد تعارفا لتوهما ,ولم تدرٍ كيف تجيبه وبماذا تجيبفحاولت جمع شتات نفسها وقالت :


انا مش عارفة أقولك ايه انت كأنك بتتكلم عني , متشكرة اوي لكلامك كله كنت فاكرة انا بس اللي كدة وكنت مخنوقة اوي بعد الامتحان بس انت خرجتني من كل دا

الحمدلله اني قدرت اخرجك من اللي كنتي فيه وانا عملت كدة لاني كنت محتاج حد يخرجني انا كمان من اللي كنت فيه.


وهكذا.. كانت هذه بداية تعارف ممتاز وأمل , فجلسا وأخذا يتبادلان الحديث عن الكلية والامتحان والمذاكرة والتشريح والفسيولوجي فكان الحوار مليئا بالجثث والعظام والدماء والعضلات وجميع اجزاء الجسم المختلفة..


قطع حديثهما صوت الفراش وهو يخبرهما بضرورة الخروج من المدرج لغلقه , فقاما من كرسيهما وفوجئا بالوقت الذي مر في سرعه غير معهودة , فافترقا علي امل ان يلتقوا مرة اخري في الكلية.

***********
عاد ممتاز الي منزله في سعادة لا توصف , فكان يسير في الشارع ويري كل ما امامه يرقص في سعادة كتلك التي تغمره , وكان التفاؤل يملؤه والأمل يصاحبه حتي دخل منزله ورأته أمه في تلك الحالة ففرحت لفرح ابنها وقالت له
الحمدلله شكلك حليت في الامتحان حلو يا ميزو مش قلتلك ربنا مش بيضيع تعب حد

طبعا يا احلي ماما في الدنيا , ربنا يخليلكي لية , دانا حليت حلّ , جاوبت كل الأسئلة , بركة دعاكي يا ماما

خلاص علي كدة هادعي لك كل يوم

لا لا كدة تمام مش عايز دعوات تاني , عايزك بس تدعيلي ان ربنا يوفقني ويديم علية الأمل والتفاؤل اللي انا فيه دا

بس كدة , وانا عندي مين ادعي له غيرك يا ممتاز , ربنا يديم عليه الأمل والهنا والسعادة وأشوفك دكتور اد الدنيا.

****


هل يكون اليوم هو نقطة تحول في حياة ممتاز؟ وهل ستتغير نظرته للحياة وعلاقته بالكلية من اليوم؟ وتري ماذا سيفعل مع صديقه مرتضي؟ وهل سيخبره بما حدث اليوم؟

كل هذا سنعرفه في الحلقة القادمة.. انتظرونا