اعتراف واجب
طالب الطب قبل الكلية موس مذاكرة وبعد دخول الكلية منشــــــار
-5-
كانت فرحة ممتاز بأول كتاب طبي يشتريه لا تقل عن فرحة الشعب المصري بفوزه بكأس افريقيا , فحب الكتب بدأ معه منذ صغره , الكتب تجري مجري الدماء في عروقه , بل انه يتخيل ان حياته مجرد أوراق بين جلدتي كتاب.
علي مائدة الغداء جلس الوالد والوالدة وجلس ممتاز.
عامل ايه في الكلية يا ممتاز يا ابني-
سأل والده
-الحمدلله يا بابا كله تمام
-هو ايه يا ممتاز اللي انت حاطّه جنبك ده
-اه ده اول كتاب يا بابا اشتريته النهاردة كان نفسي يبقي كتاب اشعة ورسم قلب
-طيب علي بركة الله ايوة كدة علشان اتطمن عليك , واي حاجة تحتاجها قولي علي طول
-ربنا يخليك يا بابا
بعد تناول الغداء في اسرع وقت ممكن , طار ممتاز الي غرفته ومعه كتابه , واغلق باب الغرفة , ووضع الكتاب علي مكتبه وهو يقول في سعادة
-أخيراً بقينا لوحدنا
بعد أن اعد ممتاز نفسه للمذاكرة واغلق النوافذ وأسدل الستائر ,جلس علي كرسيه وبدأ بقراءة ما كُتب علي غلاف الكتاب. فهم ممتاز ان الكتاب لمادة "الفسيولوجي" وحاول أن يتذكر من المحاضرات معني كلمة "فسيولوجي" فلم يستطع.
وحتي لا يضيع وقته قام واتصل بصديقه مرتضي
-مرتضي باقولك ايه , هو الفسيولوجي دا اللي هو ايه
-نعم , انت مش عارف لحد دلوقتي ,طيب مش مهم , بص دي المادة اللي بتتكلم عن وظائف الجسم , والميكانيزمات اللي بيشتغل بيها..فهمت؟
-اه اه طبعا فهمت انا بس كنت ناسي , يلا روح ذاكر بقي ما تضيعش وقت, سلام
-سلام
وضع مرتضي السماعة علي الطرف الاخر مندهشا من حماس ممتاز وقال في نفسه
-هو ماله مستعجل علي ايه؟
اما ممتاز فقد عاد للجلوس علي كرسيه وقلب الغلاف ليبدأ في قراءة أول صفحة.
لم يفهم معني العنوان فقال في نفسه
-مش مشكلة اكيد لما اقرا الموضوع هافهم اكتر
ثم تابع قرائته في حماس
بعد حوالي ساعة من محاولاته لاختراق اسوار الفسيولوجي التي باءت كلها بالفشل , قام ممتاز الي المكتبة وتناول القاموس الطبي الذي اهداه له خاله بمناسبة دخوله كلية الطب.
بدأ ممتاز في ترجمة الكلمات كلمة كلمة في نشاط وسعادة.
وبعد حوالي ساعة اخري كان ممتاز قد انتهي من ترجمة نصف صفحة بالكتاب , نظرالي الكتاب فوجده مشوها فكل كلمة فوقها كلمة اخري -الترجمة- فتغاضي عن ذلك وبدأ في القراءة بعد الترجمة قائلا
"مش مهم المهم اني افهم لما اقرا.
وانقضت ساعة اخري , وكان ممتاز قد بدأ يشعر بالتعب , فنظر في ساعته , 3 ساعات مضت وهو بالغرفه , نظر في كتابه نصف صفحة فقط والتي أدرك بعد ترجمتها انها مجرد مقدمة عن الكتاب فشعر وقتها وكأن أحدهم "قاعد جوة الكتاب ومطلع له لسانه وهو يردد كان غيرك أشطر".
نهض ممتاز عن كرسيه هاربا من اللسان واخذ يتجول في غرفته ذهابا وايابا وهو يردد كالمجنون
-نصف صفحة في 3 ساعات ولا 3 ساعات في نصف صفحة , نصف صفحة في 3 ساعات ولا 3 ساعات في نصف صف..
قاطعته امه التي دخلت لتطمأن علي ابنها الذي ذهب ولم يعد من 3 ساعات وهو حبيس الغرفة وتفاجات به يهذي
-ميزو فيه ايه يا حبيبي , انت تعبان , مالك يا ممتاز
-ماما..هو انا بقالي 3 ساعات هنا مش كدة
-ايوة مانا علشان كدة دخلت اتطمن عليك , انا وباباك قلقنا عليك اوي
-اااااااااااااه ..يعني نصف صفحة في 3 ساعات ..لا لا ما تقلقوش خالص انا كنت بافك الخط قصدي كنت بافك الطلاسم اللي في الكتاب
-خط ايه وطلاسم ايه , انا ما بقتش افهم منك حاجة من ساعة ما دخلت الكلية دي , مرة ترجعلي مسخسخ ومرة بتغني للكتاب ومرة ادخل عليك الاقيك بتهلوس , اوعي يا ممتاز تكون بتتعاطي حاجة كدة ولا كدة دانا كنت اموت يا حبيبي
-لا لا يا ماما بعد الشر عليكي انتي مخك راح لبعيد أوي انا كويس ما تقلقيش , انا حتي لو فكرت اتعاطي حاجة هاتعاطي امبول فسيولوجي , حباية تشريح.. أو لو سبتوني كمان تلات ساعات هنا لوحدي ممكن واحتمال ساعتها يبقي
سم وارتاح