CLICK HERE FOR THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES »

تنويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

أحداث هذه القصة مستوحاة من واقع كليات الطب في مصر وليست من الخيال وان كانت الشخصيات غير حقيقية وانما هي تعبر عن الواقع بكل ما فيه من جيد أو سيء

Sunday, March 30, 2008

يا فرحة ما تمت خدها الكتاب وطار

اعتراف واجب
طالب الطب قبل الكلية موس مذاكرة وبعد دخول الكلية منشــــــار

-5-

كانت فرحة ممتاز بأول كتاب طبي يشتريه لا تقل عن فرحة الشعب المصري بفوزه بكأس افريقيا , فحب الكتب بدأ معه منذ صغره , الكتب تجري مجري الدماء في عروقه , بل انه يتخيل ان حياته مجرد أوراق بين جلدتي كتاب.

علي مائدة الغداء جلس الوالد والوالدة وجلس ممتاز.
عامل ايه في الكلية يا ممتاز يا ابني-
سأل والده
-الحمدلله يا بابا كله تمام
-هو ايه يا ممتاز اللي انت حاطّه جنبك ده
-اه ده اول كتاب يا بابا اشتريته النهاردة كان نفسي يبقي كتاب اشعة ورسم قلب
-طيب علي بركة الله ايوة كدة علشان اتطمن عليك , واي حاجة تحتاجها قولي علي طول
-ربنا يخليك يا بابا

بعد تناول الغداء في اسرع وقت ممكن , طار ممتاز الي غرفته ومعه كتابه , واغلق باب الغرفة , ووضع الكتاب علي مكتبه وهو يقول في سعادة
-أخيراً بقينا لوحدنا
بعد أن اعد ممتاز نفسه للمذاكرة واغلق النوافذ وأسدل الستائر ,جلس علي كرسيه وبدأ بقراءة ما كُتب علي غلاف الكتاب. فهم ممتاز ان الكتاب لمادة "الفسيولوجي" وحاول أن يتذكر من المحاضرات معني كلمة "فسيولوجي" فلم يستطع.
وحتي لا يضيع وقته قام واتصل بصديقه مرتضي
-مرتضي باقولك ايه , هو الفسيولوجي دا اللي هو ايه
-نعم , انت مش عارف لحد دلوقتي ,طيب مش مهم , بص دي المادة اللي بتتكلم عن وظائف الجسم , والميكانيزمات اللي بيشتغل بيها..فهمت؟
-اه اه طبعا فهمت انا بس كنت ناسي , يلا روح ذاكر بقي ما تضيعش وقت, سلام
-سلام
وضع مرتضي السماعة علي الطرف الاخر مندهشا من حماس ممتاز وقال في نفسه
-هو ماله مستعجل علي ايه؟

اما ممتاز فقد عاد للجلوس علي كرسيه وقلب الغلاف ليبدأ في قراءة أول صفحة.
لم يفهم معني العنوان فقال في نفسه
-مش مشكلة اكيد لما اقرا الموضوع هافهم اكتر
ثم تابع قرائته في حماس
بعد حوالي ساعة من محاولاته لاختراق اسوار الفسيولوجي التي باءت كلها بالفشل , قام ممتاز الي المكتبة وتناول القاموس الطبي الذي اهداه له خاله بمناسبة دخوله كلية الطب.
بدأ ممتاز في ترجمة الكلمات كلمة كلمة في نشاط وسعادة.
وبعد حوالي ساعة اخري كان ممتاز قد انتهي من ترجمة نصف صفحة بالكتاب , نظرالي الكتاب فوجده مشوها فكل كلمة فوقها كلمة اخري -الترجمة- فتغاضي عن ذلك وبدأ في القراءة بعد الترجمة قائلا
"مش مهم المهم اني افهم لما اقرا.
وانقضت ساعة اخري , وكان ممتاز قد بدأ يشعر بالتعب , فنظر في ساعته , 3 ساعات مضت وهو بالغرفه , نظر في كتابه نصف صفحة فقط والتي أدرك بعد ترجمتها انها مجرد مقدمة عن الكتاب فشعر وقتها وكأن أحدهم "قاعد جوة الكتاب ومطلع له لسانه وهو يردد كان غيرك أشطر".
نهض ممتاز عن كرسيه هاربا من اللسان واخذ يتجول في غرفته ذهابا وايابا وهو يردد كالمجنون
-نصف صفحة في 3 ساعات ولا 3 ساعات في نصف صفحة , نصف صفحة في 3 ساعات ولا 3 ساعات في نصف صف..
قاطعته امه التي دخلت لتطمأن علي ابنها الذي ذهب ولم يعد من 3 ساعات وهو حبيس الغرفة وتفاجات به يهذي
-ميزو فيه ايه يا حبيبي , انت تعبان , مالك يا ممتاز
-ماما..هو انا بقالي 3 ساعات هنا مش كدة
-ايوة مانا علشان كدة دخلت اتطمن عليك , انا وباباك قلقنا عليك اوي
-اااااااااااااه ..يعني نصف صفحة في 3 ساعات ..لا لا ما تقلقوش خالص انا كنت بافك الخط قصدي كنت بافك الطلاسم اللي في الكتاب
-خط ايه وطلاسم ايه , انا ما بقتش افهم منك حاجة من ساعة ما دخلت الكلية دي , مرة ترجعلي مسخسخ ومرة بتغني للكتاب ومرة ادخل عليك الاقيك بتهلوس , اوعي يا ممتاز تكون بتتعاطي حاجة كدة ولا كدة دانا كنت اموت يا حبيبي
-لا لا يا ماما بعد الشر عليكي انتي مخك راح لبعيد أوي انا كويس ما تقلقيش , انا حتي لو فكرت اتعاطي حاجة هاتعاطي امبول فسيولوجي , حباية تشريح.. أو لو سبتوني كمان تلات ساعات هنا لوحدي ممكن واحتمال ساعتها يبقي
سم وارتاح

Thursday, March 27, 2008

الحقوني بكتاب!!

نصيحة
في كلية الطب لا تنسي أبداً ان: "في التأني السلامة وفي العجلة الندامة"


-4-

مر أسبوعان علي بداية الدراسة , وفي كل يوم يذهب ممتاز ومرتضي الكلية لحضور المحاضرات التي كانت تبدأ في الثامنة صباحا, ولكنهما كانا يحرصان علي التواجد بالمدرج من السابعة حتي يستطيعا ايجاد مقعدين خاليين للجلوس عليهما.

في السابعة والنصف وصل ممتاز ومرتضي الي المدرج , وكانا ينهجان وتظهر عليهما اثار التعب.

"عاجبك كدة يا مرتضي الساعة بقت سابعة ونصف مش هنلاقي مكان نقعد فيه انت اللي اخرتنا النهاردة"
-ما تقلقش يا ممتاز ما اتأخرناش كتير يعني , اللي يسمعك كدة يقول المحاضرة بدأت خلاص , دا لسة فاضل نصف ساعة
-نصف ساعة طيب ابقي قابلني لو لقينا مكان.. هيكون مصيرنا علي السلم ومش بعيد ما نلاقيش مكان عليه كمان
-طيب تعالي بس
قالها مرتضي وهو يمد يده ليمسك يد ممتاز ويدخلان المدرج , وللعجب فقد وجداه خاليا الا من بعض الطلبة فقال مرتضي متبسما
-مش قلتلك اهو المدرج فاضي اهو
-ايه ده انا مش مصدق
-ها تحب نقعد فين بقي
-تعالي نقعد قدام , ولا اقولك خلينا في النص احسن

اتجها الي مكان بمنتصف المدرج , وما ان وصلا حتي خاب أملهما , فقد وجدا كتاب أو كشكول علي كل مقعد مما ينم عن ان المقاعد كلها.. محجوزة

صعدا درجة للخلف فوجدا الصف بالكامل محجوز ايضاُ وهكذا كلما صعدا درجة وجداها محجوزة حتي وصلا الي اخر صف بالمدرج , فانهار ممتاز قائلا
-انا نفسي أفهم الكراسي دي مين اللي حجزها , فين الناس , المدرج فاضي مش كدة يا كابتن مرتضي
-يا ممتاز وانا اعرف منين ان الناس سايبة كشاكيلها من امبارح علشان تحجز , والا يمكن بعتوا حد يحجزلهم , او دافعين رشوة بقي لعم بيومي الفراش علشان يحجزلهم ومش بعيد يكونوا لسة نايمين في بيوتهم , حاجة تجنن.

استسلم ممتاز ومرتضي للأمر الواقع فلم يكن هناك مفر من الجلوس علي السلم وقد كان , اذ ان المحاضرة كانت علي وشك البدأ فقد دخل الدكتور وازدحم المدرج فجأة حتي صار يعج بالطلبة..

بعد مرور وقت ليس بالقليل وأثناء المحاضرة همس ممتاز لمرتضي في أذنه
-مرتضي هو انت شايف حاجة؟
-لا يا ممتاز
-طيب
قالها ممتاز في استسلام وحاول متابعة الشرح والاندماج مع صوت الدكتور عوضاً عن رؤيته
ثم مال ممتاز مرة أخري علي مرتضي وهمس مرة اخري في اذنه
-مرتضي هو انت فاهم حاجة؟
-لا يا ممتاز
-طـــــــــيب
قالها ممتاز متنهداً معطياً انطباعاً بانه يشعر بالملل خاصة بعد ان نظر من حوله فوجد الكل منهمك مع الدكتور, بعض الطلبة يكتبون ورائه باوراقهم غير اولئك الذين يتصفحون بعض الكتب
وللمرة الثالثة همس ممتاز لمرتضي
-مرتضي مش دا الدكتور اللي دخلنا أول يوم في الدراسة؟
-أيوة يا ممتاز هو
-طـــــــــــــــــــــــــــــــيب

قالها ماسحاً وجهه بيده ناظراً الي سقف المدرج وظل علي هذا الوضع فترة من الوقت حتي لا يزعج مرتضي مرة اخري

-أشوفكم مرة تانية ان شاء الله
قالها الدكتور كالعادة معلنا انتهاء المحاضرة وهنا لم يستطع ممتاز أن يتماسك اكثر من ذلك فانفجر في وجه مرتضي بصوت سمعه كل من بالمدرج
-لا مهو اللي بيحصل دا ما ينفعش انا مش هاقدر استحمل أكتر من كدة , داحنا بقالنا اسبوعين في الكلية , وبنيجي كل يوم وبنحضر , وبنقعد نفس القعدة وبنسمع كلام شبه بعضه ويمكن يكون نفس الكلام , انا حاسس اني زي الأطرش في الزفة يا مرتضي
أنا عايز أعرف فين الأشعة؟
فين رسم القلب؟
أنا عايز أعرف دلوقتي حالا الدكتور دا كان بيشرح ايه؟

لم يدرٍ مرتضي ماذا يفعل في البداية لمحاولة تهدئة ممتاز الذي أدهش كل الحضور بالمدرج الذي غطاه الصمت بعد ان سكت جميع الحاضرين, فجذبه برفق الي خارج المدرج متجنباً الفضيحة وقال له في هدوء
-مش كدة يا ممتاز اهدا شوية ايه اللي حصلك فضحتنا, احنا لسة يا عم ما بقالناش اسبوعين داحنا لسة بنتعرف علي الكلية وجو الكلية
-انا خلاص اتعرفت واتشرفت عايز احس بقي اني باعمل حاجة في دنيتي , مش كدة يا عالم, انا ما عنديش وقت اضيعه في اني اتعرف , كل يوم اقول هافهم , كل يوم اقول الوضع هيتغير ومافيش فايدة , ايه هافهم امتي لما الاقي الامتحانات علي الابواب , دانا جايب كشكول 300 ورقة ما كتبتش فيه غير اسمي من اول السنة لاني مش فاهم حاجة علشان اكتبها , وبعدين دا احنا حتي الكتب لسة ما استلمنهاااااش لحد دلوقتي!!!

وهنا لم يتمالك مرتضي نفسه من الضحك
-نستلم الكتب ههههههههه ايه يابني انت محسسني اننا لسة في المدرسة ناقص تقوللي ننزل نشتري كراريس 9 أسطر ومربعات ونجلدها ههههههههه, مش بس لما نعرف المواد اللي علينا واسامي الكتب علشان نشتريها من المكتبة, أقولك احنا نروح النهاردة نسأل ونشتري أي كتاب والسلام علشان بس تطمن , وانا سمعت ان السكاشن العملي هتبدأ من الأسبوع الجاي , يعني خلاص هانت اكيد لما تبدأ هنفهم أكتر وهنعرف راسنا من رجلينا.

وهنا اقتنع ممتاز الي حد ما واطمأن الي كلام مرتضي فهدأ قليلاً , خاصة وانهما ذهبا لشراء احد الكتب كانوا قد رأوه في ايدي الطلبة .

ولأول مرة منذ دخوله الكلية شعر ممتاز بانه "طالب" يحمل كتاب وعاد الي بيته سعيدا كطفل فرحاً بملابس العيد الجديدة , ودخل علي أمه التي -لم تعد تدري ماذا حلّ بابنها منذ دخوله الكلية- وهو يُردد في انسجام
-معايا كتاب.. معايا كتاب ..
تراتاتا ..تراتاتا

Wednesday, March 26, 2008

مين طفا النور؟!!

قاعدة -1-
"لازم تكون شاطر ف العربي ومتفوق في الانجليزي علشان هتدرس باللاتيني"

-3-

في الصباح الباكر انطلق ممتاز من منزله بصحبة صديقه مرتضي في طريقهما الي الكلية. ارتدي ممتاز البدلة التي اشتراها خصيصاً لأول يوم له بكليه الطب والتي تسلمها بالأمس من عم عبده المكوجي بعد توصية خاصة جدا بكيّها. اما مرتضي فلم يشأ أن يبالغ في مظهره فارتدي قميص وبنطلون عاديين.
"تفتكر هناخد ايه النهاردة يا مرتضي"
"مش عارف بس أكيد مش هناخد حاجات كتير"
"انت عارف انا نفسي ناخد ايه"
"ايه يا ممتاز"
"نفسي ناخد اشعة او رسم القلب ,نفسي افهم بيشوفوا ايه في صورة الأشعه نفسي اعرف الخطوط اللي في رسم القلب دي معناها ايه "
"لا يا ممتاز ما اعتقدش من اول يوم كدة ناخد الحاجات دي بس انا سمعت اننا هندخل المشرحة , تخيل بقي نفسك قدام الجثة ولا أجدع فيلم رعب"
"جثة..جثث ايه هو احنا دكاترة ولا حانوتية لا لا دي اشاعات"

سكت ممتاز وهو يفكر في موضوع المشرحة ولا يعرف لماذا شعر بانقباض في صدره.

وما ان وصلا مبني الكلية وسألا عن مكان المدرج وأرشدهما أحد الزملاء حتي شهق كل منهما نفس الشهقة وان كانتا لاسباب مختلفة.

أما ممتاز فقد رأي ما لم يكن يتوقعه بالمرة حتي انه شعر انه قادم من كوكب اخر وقال في نفسه "يا أرض انشقي وابلعيني", فلم يكن يتصور ان طلبة كلية طب يرتدون الملابس العادية يرتدون الكاجوال ويذهبون الي الكلية دون أن يروا في ذلك مشكلة , ولم يكن يتصور أنه سيري في كليته "الجينز" و "الواد ابو جل في شعره" , وتي شيرتات ال "النايكي" وكوتشيات "أديداس وبوما" والملابس الأخري العادية البسيطة وحتي الفتيات كأي فتيات اخريات يراهن مع اختلاف طريقة كل منهن في ارتداء ملابسها..

وقف ممتاز في مكانه مذهولاً فاتحاً فاه فحسب للحظة انه دخل عن خطأ "نادي الجزيرة" وفي خلسة خلع جاكت البدلة حتي لا يكون محط الأنظار..

اما مرتضي فكانت شهقته لشيء اخر شهق لمنظر المدرج من امامه , فلم يكن أبداً يتوقع أن يري كل هذا العدد الهائل من الطلبة بمدرج واحد بكلية الطب , حتي أنه حسب في البداية ان هذه المحاضرة يحضرها الطلبة من كل الدفعات وليست دفعته فقط.
بعد لحظات من الاندهاش والشهقات والحملقة , نظر ممتاز الي مرتضي وقال له
"طيب ما الناس لابسين عادي اهو زي البشر العاديين يعني, امال ايه اللي انا عامله في نفسي ده , وانا اللي كنت فاكر هلاقي السموكن اجي الاقي النايكي"
ضحك مرتضي ضحكة لم تخلُ من السخرية من صديقه واجابه
"يا ابني مانا قلتلك الكلام ده كان زمان ما صدقتنيش , انت فاكر نفسك جاي تناقش الدكتوراه , طلبة عايزهم يلبسوا ايه يعني, انا اللي مستغربله بس ان كل الناس دي معانا في الدُفعة داحنا طلعنا كتير أوي"
"أيوة صحيح عندك حق , كل دول دفعة واحدة , وكل دول دكاترة بيتخرجوا كل سنة ومن كليتنا بس , اتاري الدكاترة مابقوش لاقيين شغل بس العلم اتقدم يا رجالة وكلية الطب بقت اخر روشنة"
وضحك كل منهما علي منظرهما وسط المدرج وذهبا يبحثان عن مكان وسط هذه الجموع.

قطع ضحكاتهما صوت الدكتور , الذي اخذ يرحب بالطلبة الجدد ويتمني لهم دراسة سعيدة ثم اخذ يلقي عليهم بعض النصائح والتعليمات والمواعظ والحكم و..فجأة بدأ في التفوه بكلمات لم يفهم منها ممتاز ومرتضي شيء , فنظر كل منهما الي الاخر ثم نظرا الي الطلبة من حولهم وأخيرا نظرا الي الدكتور وعلي وجه كل منهما تعبير من يحاول التظاهر بانه فاهم وهو لا يفقه شيئا مما يسمعه.

وهكذا انقطع الارسال ولم يعد الا عندما قال الدكتور
"أشوفكم بكرة ان شاء الله"
فأدرك ممتاز ومرتضي ان المحاضرة انتهت فنظر ممتاز الي مرتضي وسأله محاولا اثبات انه ليس الغبي الوحيد بالمحاضرة وان العيب ليس منه
"هو فيه ايه, الدكتور دا كان بيقول ايه , كان ماشي كويس في الأول وبعدين ايه اللي حصل مين طفا النور"
فاجابه مرتضي
"هو تقريباً كان بيشرح حاجة في المنهج"
فقال ممتاز ساخراً
"دا انجليزي دا يا مُرسي"
"والله يا ممتاز علمي علمك"

خرج ممتاز ومرتضي من المحاضرة يضربان كفاً بكف , ويشعران بسحابة من الغباء تغطيهما , الي ان انقشعت تلك السحابة عندما سأل أحد الزملاء
"لو سمحت هو الدكتور دا كان بيشرح مادة ايه؟!"


وهنا سقط ممتاز ومرتضي من الضحك حتي احمّر وجه الزميل خجلا عندما شعر بانهما يسخران منه , ولما لاحظ ممتاز ذلك ربت علي كتفه وقال وهو يحاول تمالك نفسه من الضحك
"معلش يا أخ اصل احنا كنا حاسين اننا الاتنين الاغبياء الوحيدين اللي في المدرج بس واضح ان العدوي منتشرة"
قالها وانفجر مرة أخري في الضحك وانفجر معه مرتضي والزميل الذي تركاه يضحك كالمجنون امام باب المدرج.



في طريق العودة لم يتفوه أيا منهما بكلمة وانما بين الحين والحين يختلس كل منهما نظرة الي الاخر ويضحك. فاليوم لم يكن كما توقعا ابدا. فحتي عندما وصل ممتاز الي منزله ووجدته أمه في حالة من السعادة الغير معتادة فسألته بطيبتها المعتادة

"هم كانوا بيوزعوا عليكم زغازيغ في الكلية ولا ايه يا ممتاز"
ضحك ممتاز علي ضحكه وقال لها
"لا أبدا يا ماما أصلنا اخدنا النهاردة محاضرة حلوة اوي يا ريتك حضرتيها معايا"
فسألته أمه التي لا تزال في حيرة من ضحكات ابنها الغريبة التي تحولت لهستيريا من الضحك
"ودي كانت محاضرة نكت بقي ولا ايه اللي تخليك عامل كدة؟"
"لا ..لأ ابدا يا ماما دي كانت محاضرة ااااا.. محاضرة ااااا..اه كانت محاضرة طب"

Tuesday, March 25, 2008

استعدادات أمنية واجراءات مشددة

اعتقاد خاطيء:
طالب الطب يذهب الي كليته مرتدياً بدلة ونظارة "قعر كباية" حاملاً بيده حقيبة سوداء.


-2-
ممتاز ممتاز , قوم يا ميزو يا حبيبي شوف باباك عايز ايه"
استيقظ ممتاز من نومه في الصباح الباكر نشيطاً علي غير عادته , نظر الي وجه امه الذي لاتزال اثار فرحة الأمس تلمع عليه
"صباح الخير يا امي الحبيبة , انتي حلوة النهاردة كدة ليه"
"بس يا بكاش قوم يللا شوف بابا"
"بكاش!! طب ايه رأيك بقي ان بكرة اعملك عملية تجميل وأخليكي ترجعي عشرين سنة لورا"
نظرت اليه والدته فرحة بما تسمعه فحتي وهي تعرف انه مجرد كلام ولكن كان له وقع السحر علي قلبها.


"خير يا بابا"
قالها ممتاز لابيه الذي جلس في انتظاره علي مائدة الافطار
"بقي شوف يا ممتاز يا ابني , انت دلوقتي بقيت دكتور قد الدنيا , وكلها كام يوم والدراسة تبدأ وتروح كليتك"
ابتسم ممتاز ابتسامة بعرض وجهه وتابع حديث ابيه
"وانا عايزك كدة تنزل النهاردة وتشتري كل اللوازم اللي هتحتاجها علشان لما الدراسة تبدا مفيش اي حاجة تعطلك"

نهض ممتاز من كرسيه وطبع قبلة علي جبين أبيه
"ربنا يخليك لية وما يحرمنيش منك أبداً وان شاء الله انا هنزل وهأعمل كل اللي انت عايزه , انا هاتصل بمرتضي صاحبي هو اكيد هينزل كمان علشان يجهز نفسه"

بعد تناول الافطار , امسك ممتاز التليفون ليتصل بصديق عمره وحياته مرتضي
"أيوة يا مرتضي, لا مرتضي ايه , ازيك النهاردة يا دوك"
ضحك مرتضي علي الطرف الاخر ضحكة ارتاح لها قلبه كثيرا -حلوة بردو دوك دي , جديدة- ثم رد
"أيوة يا ميزو ايه يا ابني دكتور مرة واحدة داحنا لسة بنقول يا هادي"
"طيب يلا البس وهات فلوس وقابلني قدام بيتكم بعد 10 دقايق"
اندهش مرتضي وسأل في استغراب
"10 دقايق ايه وفلوس ايه هو احنا هنروح فين ع الصبح؟!"
"يللا يا مرتضي ما تضيعش وقت هاقولك في السكة بس هات معاك فلوس كتير"
"والله انت مجنون , عموما 10 دقايق وهنزلك بس يارب الاقي فلوس في البيت يلا اشوفك بقي"
ارتدي كل من ممتاز ومرتضي ثيابهم , وجمع مرتضي ما استطاع الحصول عليه من مال بالمنزل ونزل ليقابل ممتاز امام باب بيته.

استقل الاثنان المواصلات وفي الطريق اخبر ممتاز مرتضي انه ينوي شراء ثياب جديدة تليق ب "كلية الطب" واقنعه هو الاخر بان ملابسهما ال "كاجوال" تلك لا تصلح ولا تليق ب"دكاترة" واقتنع مرتضي الذي كان دوماً تقنعه وجهة نظر ممتاز مهما كانت فهم أصدقاء طفولة ومنطقة واحدة.

ثم اخذا يتبادلا أطراف الحديث عن الكلية وعن استعدادهم , وكان ممتاز يتكلم بحماس شديد اما مرتضي فكان ملتزم الصمت , وذلك لم يكن الا لتفكيره في وضعه المادي الذي يخشي ان يكون عائقاً له في دراسته فكثيرا كان يسمع عن أسعار كتب الجامعة ممن سبقوه من أصدقائه بكليات أخري فكيف بكتب كلية الطب؟!

أما ممتاز فكان غارقاً في احلامه الوردية او "البيضاء" اذا صح التعبير وصرّح لمرتضي بأحلامه ليشاركه فيها وأخذ يحكي له عن ليلته الماضية وكيف انه بات الليل كله يحلم
بالأشعة ورسم القلب.

Monday, March 24, 2008

بداية الحلم الأبيض


من منا لم يلعب مع أصدقائه الصغار لعبة "الدكتور" , وارتدي قميص ابيه الابيض ليمثل دور الطبيب , وخرج علي اهله بالبالطو فتبادلوا الضحكات فيما بينهم؟!
ومن منا لم يشتري في صغره لعبة ادوات الطبيب البلاستيكية والتي كانت مكونة من: شاش وقطن وترمومتر وخافض لسان وغيرها من الأدوات التي كنا نسعد بامتلاكها ونحن صغار؟!
ومن منا لم يذهب للطبيب ويحلم بان يكون مكانه في يوم من الأيام؟!

ولكن هل استمر الحلم عند كل الأطفال , هل كلنا وضعنا لافتة علي باب الغرفة مكتوب عليها "غرفة الدكتور فلان"؟ هل كلنا اشترطنا علي كل من بالمنزل منادتنا بالدكتور؟

الاجابة بالطبع لأ

بداية المشوار
زغرودة طويلة ترن في بيت "ممتاز" الذي يخرج من غرفته متهللة اساريره.

""مبروك يا ممتاز يابني جواب التنسيق وصل , كلية الطب يا حبيبي
يقفز ممتاز من فرحته ويحتضن والدته ويقبلها
"الله يبارك فيكي يا اجمل أم في الدنيا, يا ام الدكتور ممتاز"

يقولها ممنياً نفسه بالأحلام الوردية , بالبالطو الأبيض والسماعة , أخيراً تحقق حلمه وسيدخل ذلك الصرح العظيم , واليوم تحققت امنيته.
خطف من يد امه جواب التنسيق وطار الي والده ليبشره

"الف مبروك يا ابني أخيرا هيبقي عندنا دكتور في العيلة, بس تطلع دكتور شاطر علشان تاخد بالك من صحتي وتشوفلي حل في التعب دا"
"أمال يا بابا ولا يكون عندك فكرة ادعيلي انت بس ربنا يوفقني"

اتصل ممتاز بكل اصدقائه ليشاركوه فرحته وليطمئن عليهم , فمنهم من سيكون زميله بكلية الطب ومنهم من لم يحالفه حظه بالالتحاق بها , ولكن ما طمأنه ان صديق عمره وطفولته "مرتضي" سيكون زميله في نفس كليته.
لم يستطع ممتاز ان ينام ليلا فقد جلس علي سريره تراوده الأحلام والامنيات , يحلم بأول يوم له بكلية الطب , يحلم بالغد , فتارة يتخيل نفسه وهو يمر بالمستشفي و المرضي يدعون له , وتارة يتخيل نفسه وهو بعيادته يمسك باحدي الاشعات ويقرأ تقريرها, وتارة اخري يتخيل نفسه علي احدي قنوات التليفزيون يتكلم في احد المواضيع الطبية..

انتبه من احلامه علي صوت دقات الساعة وكأن كل دقة من دقاتها هي علامة من تلك العلامات التي يراها علي اجهزة رسم القلب في الافلام, علامة تليها اخري تليها اخري..
الي ان راحت عينه في النوم وهو يحلم
بالاشعة ورسم القلب.